من أهم ممثلي السينما المصرية، ملامحه الحادة جعلته وجهًا مناسبًا لأدوار الشر، ولكن ذكاءه الشديد جعله لا يقتصر على هذه النوعية،
فجدد في أدواره، وقدم الرجل الطيب، والمتسلط، والأب الحنون، واستطاع أن يضع بصمته بين أبناء جيله، ليجذب إليه الأنظار باهتمام.
ولد الفنان زكي رستم عام 1903، وكان حلم والدته أن يلتحق ابنها بكلية الحقوق، ولكن رستم كان له حلم آخر، فكانت ميوله تتجه للتمثيل، وعندما عبر لوالدته عن رغباته، رفضت وخيرته بين الفن والعيش معها، فاختار الفن وترك المنزل، وأصيبت والدته بالشلل حتى وفاتها.
والفنان ينتمي إلى مدرسة الاندماج، وكان مشهور عنه أنه ينسجم في الدور لدرجة تجعل من حوله يشعر بالضآلة، فكان يبهر المخرجين والممثلين الذين يقفون أمامه، من شدة مهارته في تقمص الشخصيات.
رستم قدم عددًا كبيرًا من الأعمال السينمائية، التي مازالت راسخة في ذهن المشاهد، فلا ينسى أحدًا دوره في فيلم «نهر الحب»، وكيف جسد دور الزوج المتسلط، لدرجة أن فاتن حمامة قالت إنها كانت تشعر بالرعب عندما تقف أمامه من شده اندماجه، وعبرت عن ذلك بقولها: «رستم يندمج في الدور لدرجة إنه لما بيزقني كنت بحس إني طايرة في الهواء».
واستمر عطاء زكي رستم لسنوات حتى جاء عام 1968، وابتعد وقتها عن السينما، وذلك بعد أن فقد حاسة السمع، ففضل أن يجلس في منزله ويتفرغ للقراءة، حتى وافته المنية عام 1972.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق