«لم أكن أعرف أن التقاليد التركية في شهر رمضان، فوددت أن ألمسها بنفسي، ولكن حدث في اليوم الأول ما لم يكن في الحسبان».
. بهذه الكلمات بدأت الجميلة المصرية كريمان، تروي ذكرياتها في أول أيام رمضان، وهي في التاسعة من عمرها، حيث قضته في اسطنبول عند عمتها التي تقيم هناك.
كريمان عرفت من عمتها أن اسطنبول لا يوجد بها مدفع للإفطار، إنما مآذن تضيء ليفطر الصائمون، بعدها مكثت الصغيرة تقرأ وتطالع في الكتب والمجلات لتضييع الوقت، حتى غلبها النعاس وعندما استيقظت كانت الساعة الرابعة عصراً، ولازال يتبقى الكثير على الإفطار، فأخذت أولاد عمتها ونزلوا جميعاً إلى الحديقة للهو حتى تُضاء أنوار المئذنة، التي تعلقت عينا كاريمان بها طوال الوقت.
أول يوم صيام دائماً ما يكون شاقاً وبطيئاً، فأكملت الصغيرة اللعب حتى صار الوقت وشيكاً، فتركت أقاربها وعادت إلى مقعد قريب تحدق في المئذنة، التي لم تضئ أنوارها لفترة طويلة حتى حل الظلام، وهم في دهشة من ذلك، فذهبوا إلى عمتها ليسألوها لماذا تأخر وقت الإفطار!! فرأوا ما لم يكن في الحسبان.
عمتهم كانت على وشك مغادرة مائدة الطعام، بعد أن تناولوا جميعاً طعام الإفطار، واعتقدوا أن الصغار خرجوا بعيداً ومضوا ينتظرونهم دون جدوى فأفطروا، وعندما سألتها كريمان عن سر عدم إضاءة المئذنة، أخبرتها أن تلك المئذنة «بالذات» قد قُطع منها التيار الكهربي بسبب خلل في الأسلاك.
وكانت أطول مدة تصوم فيها البنت الشقية، فقد أفطرت بعد ثلاثة أرباع الساعة تقريباً، ونزلت ومعها الأطفال على الطعام كالوحوش، والسبب الطريقة التركية في الإفطار.
متي توفيت كاريمان ؟
ردحذفلم تتوفى بعد على قيد الحياه
حذف