الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

من هو جحا هل شخصيه من الواقع ام الخيال






الروايه الاولى
يؤكد الباحثون أن شخصية (جحا) شخصية حقيقية وليست أسطورية, فماذا كان أصله? وما اسمه?
في التاريخ شخصيتان تحملان اسم جحا الأول دجين بن ثابت اليربوعي البصري, والثاني تركي اسمه نصر الدين خوجه.‏
وكان جحا العربي أحد التابعين والفقهاء, ومن رواة الحديث فقد رأى أنس بن مالك وكانت أمه خادمة له, وروى عنه أسلم مولى عمر بن الخطاب وهشام بن عروة, وروى عنه مسلم وابن مبارك والأصمعي الذي نعرف, ويذكرون أن ما يقال فيه مكذوب عليه, ولكن كان له جيران مخنثون يمازحونه ويتزيدون عليه, وهم الذين أذاعوا النوادر عنه بين الناس وأذاعوا لقبه ( جحا, جحا, جحا)!‏
وتذكر المصادر التراثية أنه كان كيسا ظريفا على جانب حسن من صفاء السريرة والسماحة ومن الفطنة والذكاء والعمل ولكنه على ما يبدو كان يتحامق أحيانا عن عمد, يقتطف النادرة ليثير الضحك.‏
يقبل أن يتعابث معه الآخرون ليصفعهم بالنكتة, وبلغ من شهرة هذا العبث الذي يتندر به الناس أن عمر بن أبي ربيعة الشاعر الماجن استغله في بعض غزله, قال لحبيبته:‏
دلهت قلبي وتلعبت بي‏
حتى كأني من جنوني جحا‏
ولقد أخذ نصر الدين خوخه التركي عن زميله السابق لقبه (جحا) واشتهر به, فهو (جحا التركي) وهو جحا الثاني مجدد نوادر الأول, ولكنه بجانب نوادره من أقطاب أصحاب الطرق الصوفيه.. هذان هما الجحاوان في التاريخ: تابعي عالم صافي السريرة , وقاض إمام وقد كان أبوه إمام جامع القرية التي ولد فيها فسلك مسلكه, ثم خلفه في الإمامة قبل أن ينتقل وعمره ثلاثون سنة إلى مدينة اقشهر, فيستقر فيها قرابة خمسين سنة, يعمل في القضاء والتدريس حتى توفي, فقبره موجود إلى اليوم, تحت قبة تقوم على أربعة أعمدة, وعلى الضريح قاووق عظيم, وعلى الشبابيك نذور وخرق تلتمس البركة, ويذكرون عنه أنه ساح في بلاد الأناضول واعظاً مرشداً وعرف بالصلاح والزهد من جهة وبالجرأة على الحكام والأمراء والقضاة من جهة أخرى, وكانت داره محط الواردين من أهل القرى والغرباء, وقد أنقذت وساطته بلدة سيور بحصار من التخريب والنهب حتى حاصرها تيمور لنك.
الروايه الثانيه
شخصية جحا بين الحقيقة والخيال
جحا هي شخصية خيالية فكاهية في الأدب العربي.
هو أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاش نصف حياته في القرن الأول الهجري ونصفها الآخر في القرن الثاني الهجري، فعاصر الدولة الأموية وبقي حياً حتى حكم الخليفة المهدي، وقضى أكثر سنوات حياته التي تزيد على التسعين عاماً في الكوفة.
اختلف فيه الرواة والمؤرخون، فتصوّره البعض مجنوناً وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه وإنه يتحامق ويدّعي الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة.
وما إن شاعت حكاياته وقصصه الطريفة حتى تهافتت عليه الشعوب، فكل شعب وكل أمة على صلة بالدولة الإسلامية صمّمت لها (جحا) خاصاً بها بتحوير الأصل العربي بما يتـلاءم
مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية فيها. ومع أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف أيضاً، ولكن شخصية (جحا) المغفّل الأحمق وحماره هي هي لم تتغيّر ،
بل إنك تجد الطرائف الواردة في كتاب (نوادر جحا) المذكور في [[فهرست ابن النديم (377هـ) هي نفسها لم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية، فجحا العربي عاش في القرن الأول الهجري واشتهرت حكاياته في القرنين الثاني والثالث، وفي القرون التي تلت ذلك أصبح (جحا) وحكاياته الظريفة على كل لسان، وقد ألّفت مئات الحكايات المضحكة ونُسبت إليه بعد ذلك، ويبدو أن الأمم الأخرى استهوتها فكرة وجود شخصية ظريفة مضحكة في أدبها الشعبي لنقد الحكام والسخرية من الطغاة والظالمين، فنقلت فكرة (جحا العربي) إلى آدابها مباشرة، وهكذا تجد شخصية (نصر الدين خوجه) في تركيا، و(ملة نصر الدين) في إيران، و(غابروفو) جحا بلغاريا المحبوب، و(ارتين) جحا أرمينيا صاحب اللسان السليط، و(آرو) جحا يوغسلافيا المغفل. وبعودة بسيطة إلى التاريخ تكتشف أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، وهناك شك في وجودها أصلاً، فأغلب المؤرخين يعتقدون أنها شخصيات أسطورية لا وجود لها في الواقع، وقد اشتهرت حكاياتها في القرون الستة الأخيرة، وربما أشهرها وأقدمها هو (الخوجة نصر الدين) التركي الذي عاصر تيمورلنك في القرن الرابع عشر الهجري، كما يتضح ذلك من حكاياته الطريفة مع هذا الطاغية المغولي.


[ جُحَا ] من التابعين .. فاحفظوا عرضه !

انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " متفق عليه , وحفاظاً على مكانة من عرف بالإسلام والصلاح وإدراك القرون المفضلة , أقول : إن ( جحا ) ليس أسطورة , بل هو حقيقة , واسمه ( دجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله - ) أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه , وجحا لقب له , عُرف بالظرافة , يقول مكي بن إبراهيم – رحمه الله – ( رأيت جحا الذي يقال فيه : كذب وكان فتى ظريفاً ) ولقد ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 8/172 , والزركلي في الأعلام 2/112 .
وإن شخص ( جحا ) معروف لدى الكثير من الناس وعلى جميع المستويات فضلاً عن الأطفال . وما إذ تذكر الحماقة والنكت والغباوة إلا ويذكر – رحمه الله - , والسؤال : هل يا ترى أما وجد من اتصف بهذه الصفات غيره ؟ وهل الأمر مقصود ؟ ولماذا يجعلون معه حماراً ؟ ثم لماذا ذكر كان ذلك في معرض قصص الكذب والخداع و ... و ... ؟ إلا آخر الأسئلة التي يجب أن يوجد لها جواب , بل لم يعد الأمر قاصراً على أن يُؤلف في نكته مؤلفاً , بل تعدى الشأن إلا أن سميت بعض منتجات الأطفال ( ببفكي الخليج " جحا وحماره ) وأنشودة تعرض بين الحين والآخر في قناة المجد ( أهلً جحا أهلاً جحا ) وفي كليهما مصوراً مع حماره ؟ وعليه أقول :
- إن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكر وجرم كبير .
- وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه , والكذب عليه , وتصويره بصورة خيالية ؟ كيف وهو متوفى ؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي .
- وإن كان جحا أسطورة فكيف يحدث الناس بخيال ؟ فأين هم من النافع والمفيد ؟ وهذه دعوة للجميع بالحرص والاعتناء والدقة والتأمل فيما يعرض أو يسمى أو يقال , وفق الله الجميع لخيري الدنيا والآخرة .
الشيخ خالد بن علي الحيان
عضو دعوة في الشؤون الدينية للقوات البحرية , مجلة الدعوة 02023 ص 70
الروايه الثالثه
حقائق غيّبها التاريخ (جُحا بين الحقيقة والأسطورة )
بقلم :منال المغربي
Yafa-48@hotmail.com
جُحا الإنسان الذي أضحك الملايين بنوادره الطريفة وأخباره العجيبة التي تناقلتها الألسن على مرّ العصور، أصبح اليوم في ذاكرة الناس مجرّد شخصية خرافيّة ، إلا أنّ المعاجم وكتب التراجم والأدب ورجال الحديث تبيّن لنا أنّ جُحا شخصية حقيقيّة لها تاريخها العريق وماضيها المشرق الذي غَفِل عنه الأكثرون نتيجة ما نُسِب إليه من النوادر والطرائف التي كرّسته رمزاً للحماقة والتغفيل.
فمن هو جحا؟
قبل البَدء تجدر الإشارة إلى أنّ هناك شخصيتين حملتا هذا الإسم الأوّل اختلفت المصادر بشأن اسمه، فقد قيل : نوح أو عبد الله أو دُجين أبو الغصن بن ثابت اليربوعي البصري، ولقبه (جُحا) أو (جُحى)، وكنيته أبو الغصن ينتهي نسبه إلى قبيلة فزازة العربية .
أوّل من ذكره الجاحظ حين أَورد في كتابه "القول في البغال" نوادر بطلها جُحا دون أن يترجم له.(1)
ولد جُحا في النصف الثاني من القرن الأوّل الهجري (60هـ) وقضى الشطر الأكبر من حياته في الكوفة ، توفي فيها في خلافة أبي جعفر المنصور عام (160هـ).
قال عنه الإمام الذهبي: "أبو الغصن صاحب النوادر دُجين بنُ ثابت اليربوعيُّ البصريُّ ، رأى دُجين أنساً، وروى عن أسلم، وهشام بنِ عُروة شيئاً يسيراً....قال عبّاد بن صهيب: حدّثنا أبو الغصن جُحا- وما رأيت أعقل منه- قال كاتبه: لعلّه كان يمزح أيام الشبيبة، فلمّا شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدِّثون" (2).
قال الإمام البخاري: "دُجين بن ثابت أبو الغصن اليربوعي، سمع من أسلم مولى عمر، روى عنه مسلم وابن المبارك" (3) .
أمّا الحافظ ابن حجر العسقلاني فقد فرّق بين دُجين المحدّث(البصري) ونوح الذي استقرّ في الكوفة، وأورد حديثاً رواه حُجا فقال:" عن ابن عدي حدّثنا أبو خليفة حدّثنا مسلم حدّثنا الدجين بن ثابت الغصن عن أسلم مولى عمر قال: قلنا لعمر، مالك لا تحدّثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أخشى أن أزيد أو أنقص ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب عليّ متعمداً فليتبؤ مقعده من النار". (4)
قال عنه ابن الجوزي: " رُوي عنه ما يدل على فطنة وذكاء ، إلا أنّ الغالب عليه التغفيل، وقد قيل: إنّ بعض من كان يُعاديه وضع له حكايات ، والله أعلم ، عن مكي بن ابراهيم – هو مكي بن إبراهيم البلخي آخر من روى من التقات عن يزيد بن أبي عبيد، عاش نيفاً وتسعين سنة ، مات سنة215هـ – أنّه كان يقول : رأيت جحا رجلاً كيِّساً ظريفاً ، وهذا الذي يُقال عنه مكذوب عليه، وكان له جيران مخنثون يُمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه" (5) .
وربّما هذا ما دفع الإمام النسائي للقول عنه:" ليس بثقة، وابن معين للقول: ليس حديثه بشيْ، والدار قطني وغيره : ليس بالقوي، ولعلّ التجريح قد جاء ممّا نُسِب إليه من نوادر وفكاهات لا تليق براوي حديث ، "وليس من المستحيل أن يكون محدّث البصرة قد وقع فريسة لكيد أهل الكوفة " (6) .
وقال القطب الشعراني في كتابه(المنهج المطهر للقلب والفوائد) : "عبد الله جُحا تابعي ، كما رأيته بخط الجلال السيوطي- الذي ألّف كتاباً عن جُحا، جواباً لسؤال ورده مستفسراً عنه ، جَمع فيه القصص المنسوبة إليه، سمّاه: "إرشاد من نحا إلى نوادر جُحا"- ، قال : وكانت أمّه خادمة لأم أنس بن مالك، وكان الغالب عليه صفاء السريرة"(7)، " فلا ينبغي لأحد أن يسْخر به إذا سَمِع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يَسأل الله أن ينفعه ببركاته ، قال الجلال: وغالب ما يُذكرعنه من الحكايات المضحكة لا أصل له ، قال شيخنا: وذكره غير واحد ، ونسبوا له كرامات وعلوماً جمّة".(8)
أمّا الشخصيّة الأخرى فهي نصر الدين خُوجة المعروف بجُحا الأتراك؛ فلقد كان معلّماً وفقيهاً وقاضياً(9) ولد في قرية صغيرة تدعى خورتوعام 605هـ ، وتلقّى علومه فيها ، ووليَ القضاء في بعض النواحي المتاخمة لها ، كما ولي الخطابة في (سيوري مصار)، عُيّن مدرِّساً وإماماً في بعض المدن.
كان عفيفاً زاهداً يحْرث الأرض ويحتطب بيده، كما كانت داره محطة للوافدين من الغرباء والفلاحين (10).
ولا يفوتنا أنْ نؤكّد في هذا المقام أنّ نصر الدين من كبار العلماء الأحناف ، وأنّ أكثر اشتغاله كان بعلم الفقه، وقد أحبّه تلاميذه فأقبلوا على مجالسه يستمعون إليه، وكانوا أَكثر من 300 تلميذ، وقد غلب عليه لقب المعلّم؛ لذلك اشتهر بين أهل تركيا بالخوجة، كما كان واعظاً ومرشداً يأتي بالمواعظ في قالب النوادر والنكات الظريفة التي لم تُزعزع مكانته في قلوب الناس.
ومن المعروف عنه أنّه كانت له جُرأة على الحكّام والأمراء والقضاة الذين كان يدعوهم إلى السير بمقتضى الشرع الحنيف ، ويحضّهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبفضل علمه الغزير الذي اعترف به علماء الأناضول استطاع الوقوف في وجه (تيمورلنك) والتصدي له في العديد من المواقف، فأَنقذ بذلك العديد من الناس من بعض مظالمه.
توفي عام 683هـ وضريح الشيخ موجود في مقْبرة آق شهر الكبرى(11).
أمّا النوادر التي نُسبت إليه:" فيستحيل أن تصْدر ...عن شخصية واحدة لتباعد البيئات التي تُروى عنها"(12)- وهي نتيجة - ما وضعه الترْك وما وضعه غيرهم من عامّة الشعوب الشرقية الإسلامية، وبعضه ممّا وضعه غير المسلمين من جِيران العثمانين -كالأرمن - (13).
خِتاماً نقول: إنّه من الواجب علينا إعادة الاعتبار إلى هذه الشخصية التي أُخمط حقّها طوال القرون المنصرمة عندما أُلبست أثواب الطفيلين والحمقى، وذلك بـ:
ـ إعادة الهويّة الإسلامية لجُحا، من خلال التركيزعلى شخصية جُحا المسلم، ورفض ما عداها من هويّات قوميّة أو وطنيّة (جُحا العربي –جُحا المصري- جحا التركي- جُحا الكردي- جُحا الفارسي) التي يحاول البعض إلصاقها به ؛ لأنّ هذا يصبّ في مصلحة أعداء الدين، والدليل ما ورد على لسان وزير الكيان الصهيوني (أبا أبيان) عندما ألقى عام 1967 محاضرة بجامعة (برنستون) الأمريكية قال فيها: "من أوّل واجباتنا أن نُبْقي العرب على يقين راسخ بنسبهم القومي لا الإسلامي".
ـ توقير جُحا بصفته رجل دين وفقيه ومحدّث ، وإنزاله المنزلة التي تليق به لا السخرية منه، لأنّ تصويره بشكل كاريكاتوري فيه انتقاص من شأنه كعالم ، وتغييب لدوره الإصلاحي في المجتمع من توعية الناس ومواجهة الطُغاة والحكّام.
وأخيراً: إنّ الألقاب الكثيرة التي أُلصقت بشخصيّة جُحا منها: الأحمق والمغفّل والطفيلي تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف التي تنصّ على عدم السخرية من الآخرين، فلقد قال الله سبحانه وتعالى : " يا أيّها الذين آمنوا لا يسْخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيراً منهن ولا تَلْمِزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئْسَ الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتُبْ فأولئك هم الظالمون " }سورة الحجرات: الآية :11{.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق