الجمعة، 1 فبراير 2013

هل تعرف ان صلاح منصور جسد شخصيه لتجسيد ماساه اليمن

 
 
القدرة على تجسيد أدوار الشر تحتاج إلى أداء متميز، وأن تكسب تلك الأدوار عطف الجماهير فإن هذا يحتاج إلى براعة نادرة قلما وجدت في شخص واحد، ولكن الفنان صلاح منصور حقق تلك المعادلة بأدائه التلقائي الذي كاد يصل إلى الواقعية.
فمن بين الأدوار الشريرة التي جسدها منصور دوره في «الزوجة الثانية» مع سعاد حسني، «البوسطجي» مع شكري سرحان، «بداية ونهاية» مع سناء جميل، واستطاع منصور أن يجبر الجماهير على كرهه بل والاعتداء عليه في اليمن بعد مشاهدتهم فيلم «ثورة اليمن» مع ماجدة وعماد حمدي وأخرجه عاطف سالم عام 1966، والذي جسد فيه الفنان دور الطاغية الوحشي الإمام بن يحيى.
وعندما سئل منصور عن سبب موافقته على هذا الدور أجاب قائلاً: «كراهيتي للشخصية دفعتني إلى تجسيدها، وكان لابد أن نعرف مأساة اليمن في ظل حكم الأئمة وإشراقة الثورة التي أطاحت بهذا النظام، فمن خلال وجودي في اليمن أثناء التحضير وتصوير الفيلم عرفت عن قرب بشاعة الحياة التي فرضتها فترة حكم الأئمة مئات السنين، وكان من الصعب أن نختصر ونكشف كل هذه الجرائم التي تم ارتكابها في ساعتين من الزمن هي مدة الفيلم».
مشاهد السجن الذي دفن فيه الكثير من البشر وماتوا من دون أن يعلم أحد بموتهم، أصابت منصور بالرعب والفزع، وكذلك شعور قاتل بالحزن مما شاهده في اليمن من تعذيب في السجون للفقراء من أهلها على أيدي «زبانية» الإمام، خاصة في مشاهد «حرب الخطاط» التي كان يبيحها الإمام لقبيلة للقضاء على أخرى، ولم ينس أيضاً وقت التصوير وهو بملابس الإمام في شوارع بمدينة «تعز» اليمنية مما دفع بالبسطاء نحوه يريدون قتله وهم يهتفون: «الإمام عاد من جديد اقتلوه.. اقتلوه» ولم ينقذه من أيديهم سوى رجال الأمن المرافقين له أثناء التصوير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق