الخميس، 2 مايو 2013

"نيويورك تايمز" الإعلام المصري بات مضمارا للمصالح والطموح في السلطة"




سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على اختفاء صحيفة "إيجيبت إندبندنت" الأسبوعية المصرية قبل
طبع عددها الخمسين، قائلة إنها ضحية حالة الاستقطاب التي تشهدها الساحة الإعلامية في مصر.
وقالت الصحيفة - في تعليق عبر موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- إن ساحة الإعلام المصرية باتت مضمارا لرجال الأعمال والأحزاب السياسية الطامحة إلى السلطة، لشن الحملات الإعلامية ضد بعضها البعض عبر الصحف التي تخدم مصالحها دون اللجوء إلى تلك التي لا تقدم تلك الخدمة، مشيرة إلى إغلاق أربع صحف مستقلة على الأقل العام الماضي.
وأشادت "نيويورك تايمز" بالتوجه الناقد الذي اتبعته "إيجيبت إندبندنت" إبان نظام الرئيس السابق حسني مبارك وبالتغطية المتميزة التي قدمتها الصحيفة للأحداث أثناء ثورة 2011 وما تبعتها إبان الفترة الانتقالية المرتبكة, راصدة خيبة أمل الصحفيين الذين حلموا بأن تعزز الثورة من استقلال ومصداقية الصحافة ثم أفاقوا ليروا مهنتهم -مهنة المتاعب- وقد باتت عرضة للأخطار أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا الصدد، رصدت الصحيفة الأمريكية تعرض الصحفيين في مصر لاجواء غير صحية اعلاميا.
وبحسب "نيويورك تايمز"، لا يزال الصحفيون في مصر يواجهون أخطارا جسدية وأوقاتا من عدم الاستقرار المالي والملاحقات القضائية بتهم التشهير، كما تعوزهم الموارد والتشجيع اللازم لعمل تحقيقات صحفية أكثر جدية، ورصدت في هذا الصدد ارتفاع عدد الدعاوى القضائية ضد الإعلام بتهمة إهانة الرئيس وازدراء الأديان، على الرغم من أن الدستور الجديد لا يتضمن نصوصا رقابية على الصحافة.
واعتبرت أن الصحافة المكتوبة باللغة الإنجليزية أكثر أهمية في الساحة الإعلامية من تلك المكتوبة باللغة العربية; حيث تسمح بمساحة أوسع للصحفيين فى تناول موضوعات تتفادها المكتوبة بالعربية مثل العنف الجنسي والمصالح الاقتصادية للجيش وغيرها، كما اعتبرتها بمثابة همزة وصل بين الصحفيين المحليين والدوليين بما يعزز تضامنهم وقدراتهم على التعلم من بعضهم البعض.
وكانت مؤسسة المصري اليوم قد اصدرت بيانا خلال الايام الماضية بشأن وقف الإصدار الورقي لـ إيجيبت إندبندنت" ردت فيه على بيان سابق أصدره فريق التحرير في الإصدار اعتبر تلك الخطوة "إسكاتا لصوت حر ومبدع فى الصحافة المصرية".
وأوضحت مؤسسة المصري , في البيان, أنها قامت منذ بداية العام الجاري بوضع خطة لإعادة الهيكلة والتطوير لتتحول غرفة أخبارها إلى غرفة أخبار مدمجة, تقدم الخدمة الصحفية على كافة الوسائط وبأكثر من لغة، اتساقا مع التطورات الحديثة التي تشهدها
صناعة الصحافة في العالم.
وأضافت أنه في إطار هذه الخطة تقرر وقف الإصدار الورقي لـ "إيجيب اندبندنت" حيث لم يحقق الانتشار المرجو منه، مع استمرار الموقع الإلكتروني كخدمة إنجليزية مقدمة من غرفة أخبار المصري اليوم، بما تملكه من كفاءات وخبرات صحفية وبمشاركة كاملة من فريق تحرير إيجيبت إندبندنت"، حسب نص البيان.
وذكر البيان أن إدارة المؤسسة أبلغت الزملاء الصحفيين في إيجيبت إندبندنت استمرارهم في العمل وفق الخطة الجديدة، وطلبت منهم المشاركة في تطوير آلية العمل الخاصة بهذه الخطة.
وفي نهاية البيان، أعربت إدارة مؤسسة المصري عن اعتزازها بتجربة إيجيبت إندبندنت وما مثلته من إضافة مهنية للصحافة المصرية، واكدت حرصها علي مشاركة فريق تحريرها بفعالية في مرحلة التطوير المقبلة، وجددت عهدها الذي قالت إنها قطعته مع القارئ منذ صدور العدد الأول من المصري اليوم في 7 يونيو 2004 بأن تقدم صحافة حرة ومستقلة ولا تنحاز إلا للقارئ وحق الجمهور في المعرفة, حسبما ورد في البيان.
كان فريق تحرير "إيجيبت إندبندنت" قال إن إدارة المؤسسة أبلغتهم بقرار إغلاقها كموقع إلكترونى وجريدة مطبوعة، وأن المؤسسة قررت إيقاف طباعة العدد الأخير من الصحيفة بعد مراجعة محتواه التحريرى، واعتبر الفريق تلك الخطوة إسكاتا لصوت حر ومبدع فى الصحافة المصرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق