تلك الجرأة التي امتازت بها منذ بداية مشوارها الفني لم تكن تليق بالفنانة تحية كاريوكا، تلك الفتاة الصغيرة التي هربت من عائلتها
بمحافظة الإسماعيلية، بعدما أذاقتها ألوانًا من العذاب فور وفاة والدها، حيث قدمت إلى القاهرة للعمل كراقصة بكازينوهات عماد الدين.
تحية أو بدوية محمد كريم التحقت بفرقة سعاد محاسن لفترة بسيطة من الوقت، ثم رشحتها صاحبة الفرقة للفنانة بديعة مصابني، والتي أعجبت كثيرًا بموهبتها وقررت تبنيها، وهي من اختارت لها اسم «تحية».
ولم يكن من المنطقي أن تسير حياة كاريوكا على منوال هادئ؛ فحياة الفنانة وخاصة إذا كانت راقصة مليئة بالكثير من الأحداث العصيبة، وهو ما مرت به تحية بعدما اشتهرت بكازينو بديعة وبدأ المعجبون يخطبون ودها، وكان أحد هؤلاء المعجبين أميرًا «طائشًا» من الأسرة المالكة، يُدعى الأمير «عكا حسن» ابن الأميرة عين الحياة.
وذات يوم بعدما انتهت تحية من وصلتها الراقصة، دعاها الأمير المهذب عباس حليم، وهو من أسس أول حزب للعمال في مصر، للجلوس معه على طاولته، ولبّت هي الدعوة مسرورةً، وبينما كانت تسير في طريقها إليه، أمسك بيدها الأميرعكا يأمرها بعجرفة أن تجلس معه هو، فجذبت يدها وردت عليه ردًا قاسيًا أحرجه أمام الجميع، وقبل أن يرفع يده ليصفعها عاجلته هي بصفعة على وجهه أمام الحضور، الذين تجمعوا للحيلولة بينها وبينه.
وبعد انتهاء الموقف أدركت الراقصة المصرية وضعه الحقيقي، ولكنها تماسكت ولم تُبد خضوعًا، وتوقعت في ذات الوقت كارثة مستقبلية، ولم ينقذها بالفعل من تلك الكارثة سوى الأمير عباس، الذي سارع يطيب خاطرها ويلوم الأمير الشاب لأنه خرج عن حدود الأدب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق