الجمعة، 4 يناير 2013

حوار مع الناقد محمد سعيد "قرصنة الإنترنت تضرب سوق الكاسيت بالضربة القاضية"




يعانى السوق الموسيقي في مصرمنذ فترة طويلة بحالة إضطراب لم يشهد لها مثيلا بسبب إنتشارالإنترنت وإنتشارمواقع
التحميل الألكترونية المجانية التي تسببت في إلحاق خسائرفادحة بعدد كبيرمن المنتجين الذين قرروا تأجيل أكثرمن مشروع غنائي وإلغاء أكثر من مشروع أخر
كما أن الظروف الإقتصادية الصعبة دفعت المواطنين إلى العزوف عن شراء شرائط أو ألبومات الأغاني لأنها متوافرة على شبكة الأنترنت وبدون تكلفة.
وبعد قيام ثورة 25 يناير اعتقد بعض العاملين في الوسط الموسيقي أن الدولة الحديثة والنظام الجديد سيقوم بحمايتهم ويقضي على القرصنة الرهيبة التي تتعرض لها أعمالهم بشكل يومي أدى لحدوث نوع من الكساد داخل الوسط الموسيقي.
الفنان مصطفى كامل وكيل نقابة المهن الموسيقية قال إن السوق الموسيقي يعتبرغيرموجود في الفترة الحالية والأفضل أن نقول أن السوق الغنائي توفي منذ فترة طويلة ولم يعد له أي وجود
وأضاف "ما يحدث في السوق الغنائي حاليا أدى لخسارة معظم المنتجين وامتناعهم عن إنتاج أي أعمال جديدة,وهو ما ينذر بحدوث كارثة كبيرة ستؤدي إلى إنهيارالصناعة بالكامل.
وأشارإلى أن المنتج الآن لم يعد قادرا على الصرف حاليا لأن فكرة الدخول في تقديم أي عمل جديد تعتبربمثابة مغامرة فالعمل بمجرد الانتهاء منه تجده على الإنترنت في أقل من ساعة
وأوضح أن انهيار صناعة الكاسيت أدى لظهور الأغاني الشعبية الهابطة التي تسببت في تردي الذوق العام ولفت إلى أن تحميل الأغاني من الأنترنت أصبح عادة يومية وتلقائية للعديد من المواطنين, وأدى ذك إلى أن أكثر من 60 % من أصحاب محلات الكاسيت أغلقوا متاجرهم وحولوها لنشاطات أخرى بسبب الخسائر الهائلة التي تعرضوا لها بعد انتشار قرصنة الإنترنت.
المنتج محسن جابر يؤكد أن أصحاب شركات الإنتاج توقعوا أن تستقر الاحوال بعد ثورة 25 يناير خاصة وأن عام 2011 شهد نوعا من الاستقراربسبب قيام عدد من المطربين بطرح ألبوماتهم الغنائية
وتوقع المنتجون أن يكون عام 2012 عاما متميزا على نطاق الإنتاج والتسويق إلا أن ذلك لم يحدث والمنتج أصبح يفكرأكثرمن مليون مرة قبل طرح أي عمل غنائي .
وقال أن قرصنة الإنترنت وهي الأزمة التي لم نجد لها حلا حتى الآن ساهمت في خسارة عدد كبير من المنتجين وتزيد من خسائرهم يوما تلو الأخر,وأعتبر أن عام 2012 من أسوأ الأعوام التي مرت على صناعة الكاسيت في مصر.
ويرى الناقد الفني محمد سعيد أن قرصنة الإنترنت إضافة إلى انصراف الناس عن الغناء والفن عموما لمتابعة برامج التوك شو خلال العامين الماضيين كانت وراء ركود الأغنية وانهيار سوق الكاسيت تماما
ويقول الفنان حمادة هلال " سوق الكاسيت لم يتغيرعما كان عليه من قبل والجمهور الأن انصرف عن شراء "شريط الكاسيت" واتجه حاليا لشراء الأسطوانات لأنها الأحدث والأفضل وموجودة في معظم السيارات الحديثة,والأنترنت أصبح يسيطر أيضا على كل شئ , والصناعة لن تنتعش أو تزدهر مرة أخرى إلا إذا قامت الدولة بتنظيم رقابة صارمة وجادة على الانترنت للحد من عمليات القرصنة اليومية والتي أدت لحدوث نوع من الكساد داخل الوسط الموسيقي.
ولفت إلى أن الدولة ستجني الكثير من المال إذا قامت بغلق مواقع التحميل الألكترونية لأن العاملين في الوسط الفني والمنتجين سيقررون بعدها فورا العودة إلى أعمالهم .
وأشار إلى أنه بالرغم من الوضع الحالي للسوق الموسيقي إلا أن المطربين مستمرون في عملهم ولن يستطيعوا التوقف لأن الغناء والطرب مصدر رزقهم,كما أن الفنان يستطيع أن يوصل صوته لجماهيرة من خلال العديد من المصادر المختلفة مثل الكليبات أوالأفلام التي تحتوي أيضا على الصورة وعلى عناصر الدعاية الجيدة التي يحتاج إليها أي فنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق