الاثنين، 28 يناير 2013

الرائد المسرحى الساخر مؤسس " جمعيه الحمير"



 
 
رائد مسرحي عاش من أجل تأسيس نهضة مسرحية قدمت جيلاً من عمالقة الفن يبقى صداهم حتى يومنا هذا، فاسم زكي طليمات أصبح القاسم المشترك بين فناني جيله والأجيال التي تلته، ليس في مصر فقط بل وخارجها أيضاً، فمن بين عمالقة الكوميديا والدراما والمسرح والسينما كان طليمات هو حلقة الوصل بينهم تمثيلاً وتأليفاً وإخراجاً لنحصل في النهاية على فن مميز ومكتمل ندر أن يوجد له مثيل.
وطليمات المولود بحي عابدين في 29 إبريل عام 1894، لأب سوري وأم مصرية من أصول شركسية، حصل على البكالوريا من مدرسة الخديوي الثانوية بالقسم الأدبي عام 1916م، وفي العام التالي انضم إلى فرقة عبدالرحمن رشدي «المحامي» عند تكوين فرقته المسرحية، وفي يناير من العام 1921م وعقب حل فرقة رشدي المسرحية انضم إلى فرقة جورج أبيض، ولكنه لم يستمر فيها طويلاً حيث فضّل الوظيفة الحكومية المستقرة ككاتب بمصلحة وقاية الحيوانات وتزوج في تلك الفترة برائدة المسرح والصحافة روزاليوسف.
ثم أوفد إلى باريس في نوفمبر عام 1925م لدراسة فن التمثيل وعاد في أكتوبر عام 1928م حاملاً دبلوماً في الإلقاء والأداء وشهادة في الإخراج، ثم عُين سكرتيراً لمدير الفنون الجميلة، ثم معاوناً بدار الأوبرا الملكية، وعندما افتتح معهد التمثيل في نوفمبر عام 1930م عُين مشرفاً إدارياً له ومدرساً للإلقاء، لكنه أغلق في صيف عام 1931م بحجة مخالفته للتقاليد والآداب.
وتنقل رائد المسرح بين عدة وظائف فنية رسمية إلا أن جاء عام 1942 وأفتتح المعهد العالي لفن التمثيل العربي فكان هو أول عميد له، وطوال تلك الفترة قدم طليمات عدداً من المسرحيات مثل: «أهل الكهف»، «تاجر البندقية»، «الفاكهة المحرمة»، «أوبريت يوم القيامة» وغيرها، كما شارك تمثيلاً قبل وفاته في 22 ديسمبر عام 1982 بما يقرب من 10 أفلام كان أشهرهم: دور الدوق آرثر في «الناصر صلاح الدين» مع ليلى فوزي وأحمد مظهر عام 1963، والأب الثري في «يوم من عمري» مع زبيدة ثروت وعبدالحليم حافظ.
السخرية كانت من العلامات المميزة لمسيرة زكي طليمات الفنية حتى وهو في أقسى حالات الغم والكآبة، فقد تعرض مسرحه لمحاربة شديدة في عهد الحكم الملكي والاحتلال الانجليزي لكنه لم ييئس من المواجهة، فأنشأ عام 1930م مع عدد من المسرحيين جمعية لدعم الحركة المسرحية أطلق عليها اسم «جمعية الحمير»، متحدياً بهذا الاسم القصر الملكي والاحتلال، فهم مستعدون للتحمل أكثر حتى من الحمار، وضمت الجمعية في عضويتها فنانين وكتاباً وصحفيين كباراً منهم: طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وأحمد رجب والسيد بدير وغيرهم، وتولى هو رئاستها عند التأسيس، لكن الجمعية تحولت بعد إنجاز مهمتها إلى جمعية خيرية لجمع التبرعات للفقراء.

هناك تعليق واحد:

  1. و الله أشعر أن هؤلاء الناس لم يكونوا مثلون بل كانوا يبدعون حتى فى أسوأ حالاتهم فعلا أخرجو لنا تراثا نفتقر لمجرد مناظرته فى وقت التكنلوجيا و الإبهار

    ردحذف