السبت، 19 يناير 2013

حوار مع الفنان هانى رمزى يصرح انه يتلقى تهديدات بالقتل

 
 
«هاني رمزي» قادم جديد الى عالم الفضائيات، فنان في ثوب مقدم برامج «مع هاني» يعتمد على موهبته في إسعاد المشاهد دون تكليف من الأداء كما يفعل غيره من الممثلين، يمتاز بخفة الظل وحب الجمهور.

اختطفته قناة الـ «ام بي سي مصرية» ليكون بطل السياسة الفكاهية على شاشتها، ولكنه بسبب صراحته وكشف ضيوفه المستور، تعرض للتهديدات بالقتل هو وأسرته، مما جعله يقدم بلاغاً للنائب العام عبر «نجوم وفنون» ويستغيث بالشعب لحمايته فهو من دافع عنهم في أفلامها، وجعل الشعب المصري يقرأ دستوره بعد مشاهدة فيلمه «عايز حقي»، وحمل همومه في «جواز بقرار جمهوري» وظاظا الدكتاتوري المستبد، فهو عاشق للكوميديا السياسية لأنها كانت سبباً في تمرد الشعب على الحاكم.
هاني رمزي هل جاء الى الفضائيات ليقدم برنامجاً في وقت انحسار الفن عن الساحة اسئلة كثيرة كان مطلوب منه أن يجيب عنها.
< هاني رمزي مقدم برنامج «مع هاني» ما هو الدافع الذي جعلك تفكر في خوض التجربة؟
- أعتقد أنه ليس هناك فرق بين ما أقدمه من فن، والبرنامج، فأنا أقدمه بأداء مسرحي، وكانت فكرة جيدة تحمست لها مع بداية انطلاق «ام بي سي» فهو برنامج يهتم بالجانب السياسي والاجتماعي والفني والنقدي بشكل كوميدي.
< تتلقى تهديدات بالقتل بسبب آرائك السياسية وضيوف البرنامج الذين ينتقدون الجماعات الاسلامية لماذا لم تقم دعوى قضائية مثل إلهام شاهين؟
- أتلقى تهديدات مستمرة بالقتل أنا وأسرتي، وشتائم وصلت إلى حد خطير، لا يقبله إنسان، » أتقدم ببلاغ للنائب العام بالتحقيق مع الشخصيات التي تهددني بإهدار دمي من خلال الفضائيات الدينية وبعض الشخصيات.
فيكفي أن يرسل إليك المتطرفون تهديداً بالقتل ويمهلونك يوماً أو يومين حتى تغادر البلاد كأنني من كوكب آخر، لا أحمل الجنسية المصرية، وأنا بصدد رفع قضية لوقف المهزلة التي أتعرض لها، خاصة وأن القضاء يثبت لنا أنه ضمير الأمة، فالمذبحة بدأت بإلهام شاهين ولكنهم فشلوا في النيل منها لأن القضاء أنصفها.
< لماذا لم تفكر مبكراً في رفع قضية طالما معك دليل الإدانة؟
- الشيخ مظهر شاهين اتصل بي واعتذر عما بدر من شيوخ الفضائيات، وطلب مني ألا أرد على الاهانات، وتأجيل القضية، وأنه كفيل برد اعتباري، والوقوف معي، ولكن الكيل طفح، ولابد من حساب المخطئ وتقديمه للمحاكمة، ويوجد عدد كبير من المحامين يريدون أن يتبنوا القضية لأنها دفاع عن الحريات، كما أن نقابة المهن التمثيلية قررت التضامن معي.
< ولكنك متهم بإهانة بعض الشخصيات الدينية؟
- أولاً أنا أحترم الرموز الدينية، ولم يصدر مني أي تطاول عليهم، ولكن البعض يحاول تشويه صورتي، واتهامي بأشياء لم تحدث، بل وصل بهم الأمر الى الادلاء بتصريحات عبر المواقع الالكترونية وتويتر على لساني لم أنطق بحرف منها، ثانيا: ما يقال على لسان ضيوف برنامجي هو حق أصيل لهم، ولا يجوز لأحد تكميم الأفواه.
< شن أحد الشيوخ الذين اعتذلوا الاعلام في برنامجه هجوماً عليك ووصفك بأنك نصراني فاشل؟
- أنا مؤمن بالمثل الشعبي الذي يقول من أعمالكم سلط عليكم، وما حدث له بإدانته بسبب إلهام شاهين كفيل بالرد، وأقول له «إن غداً لناظره قريب»، وأقول للجميع إنني مصري أحب بلدي وأحب أهلها وسأظل متمسكاً بموقفي وكلمتي وقناعتي مهما حدث ومهما كلفني ذلك، وكفانا تقسيم الشعب بين مؤيد ومعارض لدرجة أن أي معارض يتهمونه بأنه فلول أو كافر.
< ألم تكن خافئاً من تجربة تقديم البرامج؟
- أعترف بأنني كنت خائفاً من التجربة ولكن دائما ممثل المسرح يحب أن يطل على جمهوره، فما بالكم عندما يطل عليهم من قناة يشاهدها العالم العربي، والأوروبي، والأمريكي، والبرنامج بالنسبة لي مسرح يومي ذو حالة فنية.
< البرامج الفكاهية السياسية تجعل محاورها لديه رهبة في استضافة التيارات الدينية؟
- بالعكس، التيارات الدينية فصيل موجود وفعال في المجتمع، بعيداً عن شخصيات التخوين، وسعيد باستضافتي للدكتور حلمي الجزار، ود. طارق الزمر، وآخرين.
< لكن المشكلة في تلك البرامج ما تتعرض له من تخوين؟
- كل الحلقات كانت جميلة، ولكن في نفس الوقت عانيت من حلقات معينة، مثل الحلقات السياسية التي كانت تتمتع بجرأة زائدة، خاصة في ظل وجود فصيل من الشعب مصاب بالحساسية ولا يتقبل النقد.
< دائما يحدث تصادم بينك وبين الرقابة والجهات الأمنية؟
- الرقابة أصبحت أسوأ من الماضي، ولم تصل اليها الثورة، فالكل خائف، والرقيب يده مرتعشة، وعلى مدار حياتي الفنية والرقابة تقف ضدي بالمرصاد، وتقرأ العمل أكثر من مرة، وتشاهد الفيلم بعد تصويره ولكن في النهاية الابداع ينتصر، أما الجهات الأمنية هدفها عدم ظهور رجال الشرطة بشكل مخزٍ يؤثر على احترامهم في الشارع، وبعد انكسارهم بعد الثورة نحاول أن نقف بجوارهم حتى نعيد الثقة لهم، لأن البلد في احتياج لوجودهم، فلا توجد دولة بلا أمن.
< هل انتهى عصر المسرح في ظل وجود الجهاديين الذين يحرمون الفن؟
- لا يوجد مسرح في مصر، ولا يستطيع أحد المجازفة ويقدم مسرحاً في هذه الأيام وسط هذا الغياب الأمني، والفكر الديني المتشدد ونبرة التكفير التي انتشرت والأكثر من ذلك أنها مباركة من الدولة، ويقال إن هناك مسرحية تم افتتاحها عدد حراس الأمن فيها أكبر من الجمهور.
< تريد أن تقول إنه لا فن هذه الأيام؟
- الفن المصري فن عظيم، له اسمه وتاريخه وسط العالم ونحاول أن نحافظ على اسم الفن المصري، فالرموز أصبحت تهان من أشخاص لايعلمون قيمة الفنان، وأهمية دوره في معالجة مشاكل المجتمع، فالعالم يتعجب لما حدث لعادل إمام وإلهام شاهين والذي لا يعرفه هؤلاء الشيوخ أن الفن مصدر للدخل للبلد، ويشغل أيدي عاملة، ويخفف عن هموم الشعب المغلوب على أمره.
< ما رأيك في لغة الحوار الآن وما تعرضت له أنت شخصياً من سب وقذف من بعض شيوخ الفضائيات؟
- أصبحنا الآن نخون بعضنا البعض، فالمصري أطيب إنسان في الوجود، ودائما عندي قناعة أن مصر والسودان هم أطيب الشخصيات الموجودة في العالم، ولكن التحول السياسي غير أسلوب الحوار وتبدل بالاهانات، وإلقاء التهم على بعض وبدأت لهجتنا يكون فيها ألفاظ خارجة.
< ماذا تقول للجماعات الاسلامية؟
- لن تستطيعوا أن تعيشوا بمفردكم، فقد استطاعتم أن تجعلوا مصر منقسمة لأكثر من 30 حزباً وأنا أعتبر أن السلفيين لا يأخذون حقهم، ويلعب بيهم وهم فرحون من الشو الاعلامي يجب أن نعود الى أخلاق الـ 18 يوم الاعتصام اللي كان في التحرير، كلنا كيان واحد لا يفرق بين شخص وآخر مسيحي أو مسلم اخواني أو علماني وكان بيضرب بينا المثل أما دلوقت وصل بينا الحال أن اصابتنا السلبية والفوضى.
< هل كنت تتوقع أن يتحقق ما جاء في أفلامك؟
- أقوم بتقديم الأفلام التي أحس بها، وعندما قدمت فيلم «ظاظا» لم أتوقع رد فعل الجمهور، وعند نزولي التحرير وجدت المتظاهرين يهتفون بظاظا، أما فيلم «جواز بقرار جمهوري» قدمنا رسالة في نهاية الفيلم وقلنا فيها إن أحلام الشعب البسيطة تحتاج من الرئيس تحقيقها، وإذا لم تتحقق سوف يثور واعترضت الرقابة على قول ثورة في وجه الرئيس.
< ما هى المشكلة الآن بالنسبة للمواطن؟
أسوأ ما في المسألة الغلاء الذي يعيشه المواطن المصري، فالمواطن أصبح يخاف من الغد، فيجب أن نتكاتف لأن مصر ليست حكومة أو رئيساً بل مصر شعب عندما يجوع يثور وعندما يرى أن وطنه مهدد يثور ولا يهمه حاكم وخلينا نفتكر أيام شجرة الدر لما قهرنا التتار.
< ما رأيك في برامج التوك شو المتهمة بإثارة الفتنة في الشارع المصري؟
- برامج التوك شو تعرفنا أهم الأخبار التي تحدث لا كما يقال لإثارة الفتنة، فحرية الرأي مكفولة وعلينا أن يتسع صدرنا للنقد.
< هل نجحت أفلام الثورة، ولاقت اهتماما من المهرجانات؟
- حاول بعض الشباب تقديم أفلام بنكهة الثورة، وحازت على جوائز في المهرجانات، ولكن تنقصها النهايات التي لا يعلمها الا الله، فالثورة لم تكتمل، وغاب عنها شمس الحرية.
< وما رأيك فيما يحدث للمواطن المصري داخلياً وخارجياً؟
- شىء مؤسف فبعض الدول تهين بشكل واضح العمالة المصرية دون أي اعتبار لمصر، التي ساعدتهم في التعليم والثقافة والفن وكل شىء، وعلى الجهات المختصة ان تخرج الينا لتفهم الناس أوضاع المصريين في السجون بالدول العربية والأجنبية، أما المصريون في مصر فيبحثون عن وظيفة ولقمة العيش وأنبوبة البوتاجاز، بجانب الكوارث التي تحدث من انقلاب القطارات وآخر حادث تسبب في قتل 19 شخصاً من الشباب المجندين بالجيش، وقبل ذلك راح أكثر من 50 طفلاً سال دمهم على القضبان، وكل ما نسمعه التحقيق مع السائق وتعويض أهالي الضحايا، في حين أن الجميع يطالب بمحاسبة المسئولين الذين تسببوا في الاهمال وعدم تطوير السكة الحديد.
< هل تؤيد فكرة هجرة الأقباط لدول أوروبا؟
- على الإطلاق لأن مصر بلد الجميع، وعشنا عمرنا لا فرق بين مسيحي ومسلم، والوطن يستوعب الجميع، فمصر بداخلنا وندافع عنها لآخر قطرة دم فينا، فالحروب شاهد على ذلك، وليس من حق أحد استقصاء أحد، وهذا ما أقوله لكل مصري أقابله في الخارج، وأطالبهم بزيارة وطنهم دون خوف فالرب واحد والعمر واحد.
< أيام ويصدر الحكم في قضية مذبحة بورسعيد وهناك غليان في الشارع المصري بسبب هذه الأحداث ما رأيك؟
- أنامن أكثر المتعاطفين مع بورسعيد فرغم تربيتي في المنيا، والصعيد فقد ارتبطت بهم من أيام فيلمي «أبوالعربي» فأهل بورسعيد أهل كرم وسخاء، وما حدث كان من تدبير الحزب الوطني، بورسعيد هى أول من تصدى للعدوان الثلاثي، فلا يمكن إلغاء التاريخ فهم شعب غالٍ علينا، وأتمنى أن تمر الأمور على خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق