الأفكار من صنع الإنسان ليس لأحد الحق في منعها أو تحجيمها، ولكن الإبداع -كما يراه البعض- له حدود لا يمكن تخطيها فحريتك دومًا تقف عند حدود الآخرين، ولا تعطيك الحق في الإهانة أو التجاوز، ولا تعطيك مبررًا لإهانة المعتقدات الدينية الراسخة لدى الشعوب، خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية، فالدين هنا هو أحد الثوابت الثلاثة التي لا يجوز الاقتراب منها حتى ولو من وحي الخيال الأدبي.
رصد 5 مؤلفات أثارت عواصف عدة بالعالم العربي والإسلامي، 5 مبدعين تحدوا تلك الثوابت ونالوا نصيبهم من دعوات التكفير والاغتيال، بعضهم نجا بأعجوبة والآخر مازال يترقب.
1) في الشعر الجاهلي: كتاب ألّفه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عام 1926 وبعد صدوره مباشرةً تم سحبه من المكتبات بعدما تعرض لحملة هجوم عنيفة، بسبب الطرح الجديد الذي قدمه بتشكيك انتماء الشعر الجاهلي إلى ذلك العصر، مما يعني به نزع صفة القداسة عن أي نص أحاطه الناس بهالة قدسية، واستخلص علماء الدين منه تشكيكه في صحة القرآن الكريم وهو ما اعتبروه مسًا صريحًا للمعتقدات الدينية، وتم تقديم مؤلفه إلى المحاكمة واضطر في نهاية المطاف إلى تقديم اعتذار بعد ضغوط سياسية، وإعادة إصدار الكتاب بعنوان «في الأدب الجاهلي».
2) أولاد حارتنا: بدأت جريدة الأهرام عام 1959 في نشر رواية أديب نوبل نجيب محفوظ على حلقات مسلسلة وثار بعدها علماء الأزهر على المؤلف وطالبوا بوقف نشرها، لاحتوائها على تفسيرات مباشرة لرموز دينية وبما أحدثته من صدمة بموت كبير العائلة «الجبلاوي» والذي أشار البعض إلى رمزه لله سبحانه وتعالى، أما الشيخ عبدالحميد كشك فقد أصدر كتابه «كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا» والذي أضفى من خلاله عليها صفات الكفر والإلحاد، وتعرض بعدها محفوظ إلى عدة محاولات للاغتيال وفي أكتوبر عام 1995 قام شاب بطعنه في رقبته إلا أنه نجا من هذه المحاولة وتم إعدام الشابين المتورطين بالجريمة.
3) آيات شيطانية: صدرت تلك الرواية للكاتب المثير للجدل البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، وذلك في لندن عام 1988 وبعد 9 أيام من الصدور منعت السلطات الهندية الكاتب من دخول البلاد وتلقى آلاف من رسائل التهديد والتوعد بالاغتيال، لما احتوته من دعوة للتنكر للدين لعدم جدواه -في رأيه- وإهانة الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» بشكل مخالف للعقيدة الإسلامية، وقد أصدر الإمام الخميني فتوى بإباحة دم سلمان عام 1989 ومازالت حتى الآن هناك دعاوى لقتله بمكافآت مالية كبيرة.
4) الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة: اختارت الكاتبة نوال السعداوي اسمًا مثيرًا للجدل لمسرحيتها التي أثارت الجدل في الأوساط المسلمة والمسيحية على حد سواء، فقد اتهمها البعض بأنها تعرضت للذات الإلهية بصفات بشرية تنزه عنها الله عز وجل، ولكنها هاجمت الأزهر والدعاة الإسلاميين مؤكدةً أن الآلهة كثيرة ولها أسماء عدة لذلك لا ينبغي أن نربط بين الله عز وجل وبين حروف دينية تكتب أو كلمات في كتاب، ولكنها لم تستطع إقناع الأصوات التي تنادي بتكفيرها ومحاكمتها على جميع ما ورد بكتبها المثيرة للجدل.
5) الإسلام وأصول الحكم: كتاب صدر عام 1925 للشيخ الأزهري علي عبدالرازق وفيه يهاجم فكرة الخلافة الإسلامية، وهو ما أغضب هيئة علماء الأزهر وقتها وخاضت حروبًا شرسة مع عبدالرازق وقامت بمحاكمته وأخرجته من زمرة علمائها وتم فصله من العمل كقاضٍ شرعي، وخرجت عدة كتب للرد عليه كان أشهرهم للدكتور عبدالرازق السنهوري وهو «أصول الحكم في الإسلام»، ولكن هناك بعض الآراء تشير إلى تراجع المؤلف عن تلك الأفكار في آخر حياته.
والآن هل ترى أن حرية الإبداع مطلقة أم يجب تقييدها؟.. وإن كان يجب تقييدها فهل الاغتيال وإباحة الدم هو الحل؟
رصد 5 مؤلفات أثارت عواصف عدة بالعالم العربي والإسلامي، 5 مبدعين تحدوا تلك الثوابت ونالوا نصيبهم من دعوات التكفير والاغتيال، بعضهم نجا بأعجوبة والآخر مازال يترقب.
1) في الشعر الجاهلي: كتاب ألّفه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عام 1926 وبعد صدوره مباشرةً تم سحبه من المكتبات بعدما تعرض لحملة هجوم عنيفة، بسبب الطرح الجديد الذي قدمه بتشكيك انتماء الشعر الجاهلي إلى ذلك العصر، مما يعني به نزع صفة القداسة عن أي نص أحاطه الناس بهالة قدسية، واستخلص علماء الدين منه تشكيكه في صحة القرآن الكريم وهو ما اعتبروه مسًا صريحًا للمعتقدات الدينية، وتم تقديم مؤلفه إلى المحاكمة واضطر في نهاية المطاف إلى تقديم اعتذار بعد ضغوط سياسية، وإعادة إصدار الكتاب بعنوان «في الأدب الجاهلي».
2) أولاد حارتنا: بدأت جريدة الأهرام عام 1959 في نشر رواية أديب نوبل نجيب محفوظ على حلقات مسلسلة وثار بعدها علماء الأزهر على المؤلف وطالبوا بوقف نشرها، لاحتوائها على تفسيرات مباشرة لرموز دينية وبما أحدثته من صدمة بموت كبير العائلة «الجبلاوي» والذي أشار البعض إلى رمزه لله سبحانه وتعالى، أما الشيخ عبدالحميد كشك فقد أصدر كتابه «كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا» والذي أضفى من خلاله عليها صفات الكفر والإلحاد، وتعرض بعدها محفوظ إلى عدة محاولات للاغتيال وفي أكتوبر عام 1995 قام شاب بطعنه في رقبته إلا أنه نجا من هذه المحاولة وتم إعدام الشابين المتورطين بالجريمة.
3) آيات شيطانية: صدرت تلك الرواية للكاتب المثير للجدل البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، وذلك في لندن عام 1988 وبعد 9 أيام من الصدور منعت السلطات الهندية الكاتب من دخول البلاد وتلقى آلاف من رسائل التهديد والتوعد بالاغتيال، لما احتوته من دعوة للتنكر للدين لعدم جدواه -في رأيه- وإهانة الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» بشكل مخالف للعقيدة الإسلامية، وقد أصدر الإمام الخميني فتوى بإباحة دم سلمان عام 1989 ومازالت حتى الآن هناك دعاوى لقتله بمكافآت مالية كبيرة.
4) الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة: اختارت الكاتبة نوال السعداوي اسمًا مثيرًا للجدل لمسرحيتها التي أثارت الجدل في الأوساط المسلمة والمسيحية على حد سواء، فقد اتهمها البعض بأنها تعرضت للذات الإلهية بصفات بشرية تنزه عنها الله عز وجل، ولكنها هاجمت الأزهر والدعاة الإسلاميين مؤكدةً أن الآلهة كثيرة ولها أسماء عدة لذلك لا ينبغي أن نربط بين الله عز وجل وبين حروف دينية تكتب أو كلمات في كتاب، ولكنها لم تستطع إقناع الأصوات التي تنادي بتكفيرها ومحاكمتها على جميع ما ورد بكتبها المثيرة للجدل.
5) الإسلام وأصول الحكم: كتاب صدر عام 1925 للشيخ الأزهري علي عبدالرازق وفيه يهاجم فكرة الخلافة الإسلامية، وهو ما أغضب هيئة علماء الأزهر وقتها وخاضت حروبًا شرسة مع عبدالرازق وقامت بمحاكمته وأخرجته من زمرة علمائها وتم فصله من العمل كقاضٍ شرعي، وخرجت عدة كتب للرد عليه كان أشهرهم للدكتور عبدالرازق السنهوري وهو «أصول الحكم في الإسلام»، ولكن هناك بعض الآراء تشير إلى تراجع المؤلف عن تلك الأفكار في آخر حياته.
والآن هل ترى أن حرية الإبداع مطلقة أم يجب تقييدها؟.. وإن كان يجب تقييدها فهل الاغتيال وإباحة الدم هو الحل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق