الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

اعلاميين وفضائيات فى ساحه الحرب الدائره مع الاخوان



 
اتهامات كثيرة وجهت إلى وسائل الإعلام خلال الفترة الأخيرة وتنوعت هذه الاتهامات بين العمل لحساب قوى بعينها، وتلقي أموال لتشويه صورة الإسلام السياسي، ووصل الأمر بين الأطراف إلى ساحات المحاكم، فالإعلامي محمود سعد خرج بكفالة قدرها خمسة
آلاف جنيه على خلفية بلاغ من الرئاسة اتهمته بالاساءة لرئيس الجمهورية، ومعه المحللة النفسية منال عمر والتي خرجت بنفس الكفالة إلى جانب صراع آخر بين المذيعة جيهان منصور، والسياسي الإخواني عصام العريان.
وهناك صراعات لم تصل للمحاكم لكنها أخذت صورة تراشق بالألفاظ وحصار لمدنية الإنتاج الإعلامي، الصراع بين الإعلام والمتحكمين في المشهد السياسي المصري من التيارات الإسلامية هو صراع من أجل البقاء، فالإسلاميون يرون أن الإعلام هو الخطر الأكبر عليهم لأنه يمتلك الكاميرا والقلم والقمر الصناعي الذي من الممكن أن يفضح أي خروج عن النص السياسي، وهو أمر لا يفضله كثير من رجال الدين الذين يعملون حاليًا بالسياسة خاصة أنهم يعلمون علم اليقين أن أمورًا كثيرة كانت من الممكن أن تتغير خلال ثورة يناير لولا وجود الفضائيات، لكن الذي يدعو للدهشة، وأثار حيرة خبراء الإعلام ان القنوات والبرامج المتهمة بعدم الحيادية، مازالت هي نفسها القنوات التي يظهر فيها أصحاب الرأي المضاد للإعلام.
وبنظرة سريعة على القنوات الموجودة في مصر سوف نجد هناك ما يقرب من 11 قناة رئيسية يتابعها المشاهد المصري تقدم ما يقرب من 20 برنامج توك شو يقدمها 25 مذيعًا أبرزها CBC قناتين ويقدم فيهما برامج «ممكن» لخيري رمضان و«بهدوء» لعماد أديب، و«هنا العاصمة» لميس الحديدي، و«لازم نفهم» مجدي الجلاد، و«زي الشمس» دينا عبد الرحمن.
وقنوات دريم وتقدم «العاشرة مساء» تقديم وائل الابراشي، و«صباحك يا مصر» جيهان منصور، والمحور وتقدم «90 دقيقة» لريهام السهلي وعمرو الليثي، و«حدوتة مصرية» لسيد علي، وقنوات الحياة وتقدم «الحياة اليوم» شريف عامر، ولبنى عسل، و«مصر الجديدة» معتز الدمرداش، و«النهار» تقدم «آخر النهار» لمحمود سعد، وخالد صلاح ودعاء عبد الحق وMBC تقدم «جملة مفيدة» لمنى الشاذلي، وروتانا مصرية تقدم «ساعة مصرية» تقديم تامر أمين، وON TV تقدم «آخر الكلام» ليسري فودة و«بلدنا بالمصري» ريم ماجد، و«تلت الثلاثة» لعمرو خفاجة.
والأوربيت تقدم «القاهرة اليوم» لعمرو أديب، ومحمد مصطفى شردي وضياء رشوان، وإبراهيم عيسى على القاهرة والناس.
هذه هي أهم البرامج والقنوات التي لم تسلم من الهجوم الحاد ليل نهار، وهى نفس القنوات، والبرامج التي يظهر عليها أقطاب تيار الإسلام السياسي من أعضاء الجماعة أو حزب الحرية والعدالة أو الجماعة السلفية التي يمثلها حزب النور في الحياة السياسية، إلى جانب المنتمين عاطفيًا لهذا التيار وينتمون لأحزاب أخرى.
ونترك تحليل هذا المشهد للقارئ كي يفسره كما يحلو له، وبطريقته الخاصة، ودون تأثير من أحد، لأن هذا المشهد ربما يعجز عن تفسيره، وتبريره أصحاب البرامج أنفسهم، خاصة أن برامجهم لا تخرج أي حلقة منها إلا ويوجد ممثل للتيار الإسلامي، وفي حقيقة الأمر فهذه احدى مميزات الثورة لأنها جعلت مائدة البرامج دائما تضم طرفي الخلاف، وهو ما لم يكن يحدث من قبل في كثير من الأحيان.
الخطورة في الأمر ليس في النقد والهجوم الذي يصل لحد التجريح لمقدمي البرامج أو أصحاب القنوات، لكن الخطورة ستكون في مستقبل الإعلام في مصر حال استمرار الوضع كما هو الآن.
ففي هذه الحالة قد يحمل انتكاسات كبيرة للإعلام المصري بصفة عامة، ممارسة الضغط الرهيب على الإعلاميين قد يدفعهم اما إلى الاعتزال أو التراجع عن مواقفه أو الهجرة إلى الخارج.
خاصة أن هناك مجموعة كبيرة من الإعلاميين، والفنانين يفكرون جيدًا في تلك الخيارات الثلاثة «البقاء والصمت» أو البقاء والتراجع أو تذكرة طيران إلى أوروبا، فالأغلبية لن تتحمل هذه الضغوط والحروب النفسية التي تدار ضدهم تارة بالحصار وتارة بالاتهام والتشكيك في النوايا، وكلها أمور لا تهيئ الجو المناسب للعمل الإعلامي.
في النهاية هذه القنوات هي التي صنعت 99٪ من المنتمين لتيار الإسلام السياسي، وهذه المنابر هي التي وصلوا من خلالها إلى كل المصريين ولم يتوقع أحد أن تكون النهاية عكس ما نشاهده في الافلام العربية. مشهد النهاية بين الإعلام وأصحاب الدولة الآن كئيب وحزين ويدعو للرثاء.
فالتيار الديني يطالب برجم كل القنوات لأنها مصدر الفتنة، والإعلاميون ينظرون لأصحاب هذا الفكر كنظرتهم لعشماوي، القضية بين الإعلام وتيار الإسلام السياسي لن تنتهي بسهولة في ظل الغضبة المتبادلة بين كل الأطراف، والخاسر هي مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق