بررت الفنانة المصرية ليلى علوي قلة ظهورها الإعلامي بعد الثورة بأنها لا تحب الإدلاء بأحاديث دون هدف واضح وعدم اهتمامها بشيء غير فنها وقالت إنه بعد الثورة زاد اللغط وأصبح الجميع يتحدث فيما يعرف ولا يعرف وكانت مادة الثورة حديث شيق للجميع.
ليلى علوي قالت في حوارها الجريء إنه رغم أن هذا الأمر جيد لأنه يفعل الحراك السياسي ويزيد من الوعي الثقافي إلا أنه ملئ بالسلبيات لأن الجميع أصبح يتهم ويسب ويخون غيره فالأسرة الواحدة امتلأت بالتصنيفات فلم يعد الأخ أو الأخت أو ابن العم سوى ليبرالي أو سلفي أو فلول وكانت الثورة هي الماسورة التي انفجرت لتخرج بهذه المصطلحات التي فرقتنا أكثر مما أفادتنا.
الفنانة المصرية زادت من صراحتها واعترفت أنها كانت تتمنى أن يهدأ الجميع بعد هذا الحراك السياسي ويتولى الأمر من هو قادر على ذلك حتى تستطيع مصر عبور المرحلة من الظلم والفساد واليأس إلى الرجاء والمستقبل ولنترك السياسة لأهلها والفن لصناعه وليلتزم كلا منا بعمله على أن نظل مراقبين لما يحدث على الساحة ولكن لا يكون الكلام والظهور على الفضائيات والدعوة للمظاهرات لكل من ” هب ودب” لأن ذلك هو من يهيج الأحداث
ليلى علوي رفضت الأقاويل التي تربط بين زوجها وبين عائلة مبارك وقالت: لم أكن أنا وزوجي مهتمين بالشأن السياسي ولم يكن لي أي علاقة بالقصر أو بما فيه وصلة القرابة لا تعنى أزمة لأن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها وقال “كل نفس بما كسبت رهينة ” فطالما أن زوجي راجل محترم فلا يوجد أي أزمة بل أنا فخورة وسعيدة به.
ليلى تابعت حديثها مضيفة أنها لا تهتم سوى بفنها فقط أما الأمور السياسية فهي خاضعة للآراء الوقتية، فقديما كان الجميع يعتقد آن مبارك أفضل رئيس بعدها انكشفت الحقائق فظل البعض على رأيه وانقلب آخرون وكذلك الإسلاميين هناك من يعتقد بصلاحهم وسيظل على ذلك وهناك من هو ضدهم وقد يغير رأيه فيهم وأخلص من ذلك بأن الأهواء السياسية متقلبة ولذلك يجب الابتعاد عن كل لغط والاهتمام بالعمل والإنتاج وترك العيش لخبازه
“المستقبل كله بيد الله وليس الفن فقط فكل من عاش في عام 2010 لم يكن يتوقع للحظة ما وصلنا إليه في 2012 من سقوط نظام مبارك وسجنه وأن يحكم مصر جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا بالسجون فسبحان المعز المذل” هكذا قالت ليلى علوي ردا على
سؤال عن رؤيتها لمستقبل الفن وأضافت: “القراءة المستقبلية حاليا تدعو للخوف على الفن وعلى كل شيء فالخوف أصبح أساسي في حياة كل المصريين من تردى الحالة الأمنية وانتشار البلطجة والحالة الاقتصادية السيئة والخوف من فقدان العمل ولقمة العيش بسبب الإفلاس المالي في الكثير من المؤسسات العامة والخاصة والخوف أيضا على قطاع السياحة الذي يعانى الخطر بسبب الإحداث الأخيرة وكذلك سيناء وأهلها والحدود المصرية التي امتلأت بالجماعات الجهادية والتكفيرية والخوف على الفن من المتشددين وممن يتشدقون بالأخلاق ويخرجون على الفضائيات للهجوم على الفنانين في محاولة لطمس هوية الثقافة والفكر المصري وأخيرًا الخوف على رجال الإعلام الذين فقد الكثيرون منهم الحيادية وأكلوا على كل الموائد مما ساهم في تهميش الوعي والتشكيل الزائف للفكر المستورد من الخارج والمدفوع الأجر من أعداء مصر
وفي ختام حديثها انتقلت ليلى علوي من السياسة إلى الفن وتحدثت قائلة: الحقيقة أنني في فترة هدنة وراحة من العمل وأعيش حالة من السعادة بسبب نجاح مسلسل “نابليون والمحروسة” لأنني كنت أتمنى تقديم عمل تاريخي مختلف كما أن شخصية نفيسة البيضاء شخصية جذابة عرفت عنها الكثير من خلال الباحث التاريخي حلمي شلبي والسيناريست عزة شلبي وجاءت موهبة شوقي الماجري في الإخراج لتكتمل معادلة النجاح والعمل بمثابة سيرة ذاتية لهذه الشخصية التي لا يعرفها الكثيرين ربما لان التاريخ كثيرا ما تجاهل دور المرأة.
بخصوص المرأة هل ترين أنها حصلت على حقها؟ سأل فأجابت: لا أعتقد ذلك فمازال الكثيرين يعتقدون بمجرد وجودها لسد الخانة ولا يؤمنون بفكرة أنها الأم والأخت والزوجة والابنة فهي أكثر من نصف المجتمع وكثيرا ما ظهر دورها التاريخي وأتمنى ألا يتراجع هذا الدور في ظل وجود من ينادى بتهميشها وارتفاع أصواتهم بعد الثورة من خلال ظهورهم على السطح وتركهم بصمة في العمل السياسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق