سبع عشرة جثة مشرحة ومسلوخة ومقطعة على شكل حلقات دائرية. يفضل باسكال برناردين استخدام لفظ "تسامي" بدلا من "تلصص" لوصف هذا المعرض المثير للجدل. بعد مدينتي ليون ومارسيليا، كان على رجل الأعمال ومنتج العروض باسكال برناردين أن يكافح للحصول على الموافقة على إقامة معرض" أجسادنا بدون ساتر" في باريس.
يقول رجل الأعمال:" كان علي أن أطوف بكل المتاحف، لكن لم يوافق أي متحف على استضافة هذه الأجساد المسلوخة والتي ستخلد بفضل تقنية للحفظ بواسطة السليكون". كان الرفض لأسباب أخلاقية حيث خشيت المتاحف من إحدث صدمة للجمهور.
جسد مقطع بالكامل إلى شرائح يرقد في تابوت من الزجاج، أعضاء داخلية معروضة تحت الأضواء الكاشفة، جلد مسلوخ معروض كالسجادة فوق منضدة كما يفعل بفروة الأضاحي. هذا بالضبط ما أكسب المعرض شعبية في مدينتي ليون ومارسيليا، فقد شهده 150.000 زائر.
وقد اضطر باسكال برناردين في النهاية إلى تأجير مبنى تجاري مساحته 1.200 متر مربع لمدة أربعة أشهر. إن السيد برناردين يحاجج بالجانب التعليمي الذي يهدف إليه معرضه فيقول:" إنني أريد أن يعرف الناس مما تتشكل أجسادنا"، معربا عن اندهاشه مما يمكن أن يسببه من صدمة، فمعرضه لا يختلف في شيء عما يحتويه كتاب مدرسي في علم الأحياء.
عالم التشريح الألماني جونتر فون هاجنز هو مخترع تقنية تحنيط الجسد بالسليكون، وتقوم على تصفية الجسد من الماء والدم والدهون واستبدالهم بمادة السليكون. وكان هذا العالم قد أقام في 1995 معرضا لأجساد من أصل آسيوي أثار جدلا بسبب الاشتباه في أنها كانت لسجناء صينيين حصل عليها العالم بطريقة غير قانونية. وقد شهد هذا المعرض حتى الآن ما يقرب من 30 مليون شخص حيث استضافه 50 متحفا في كل أنحاء العالم.
أما السيد برناردين فيؤكد أنه سلك طرقا قانونية حيث حصل على الأجساد من مؤسسة طبية بهونج كونج. وفي جميع
الأحوال يسعد السيد برناردين بهذا الجدل لأنه يجتذب مزيد من الجمهور إلى معرضه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق