تعرفت كوكب الشرق أم كلثوم على الشاعر أحمد شوقي قبل أن تتغنى بأشعاره بسنوات طويلة، حيث رحل شوقي في 13 ديسمبر عام 1932، ولم تكن أم كلثوم قد بدأت تفكر في تقديم أغنيات له.
أم كلثوم ذكرت أنها التقت شوقي في أواخر أيامه، وكانت أول مرة رأته فيها في كازينو «سولت» في شارع فؤاد القديم بجانب «شيكوريل»، وكان معه محمود فهمي النقراشي باشا والدكتور محجوب ثابت، وقد دعاها إلى الغناء في «كرمة ابن هانئ» بمنزله، وذهبت مع والدها وشقيقها وغنت ليلتها كما لم تغن من قبل، ورأت شوقي يتمايل طربًا.
وروت أيضًا أن شوقي حضر ذات يوم إلى منزلها، ودخل عليها حاجب البيت فقال لها: «الحقي يا ست، شوقي بك أمام الباب الخارجي»، فهرولت إليه، ووجدت وجهه مضيئاً بابتسامة طيبة، ودفع إليها بمظروف قائلاً: «هذه هدية متواضعة تعبر عن إعجابي، إنها من وحيك»، وفتحت المظروف لتجد قصيدة مطلعها:
«سلوا كئوس الطلى هل لامست فاها واستنجدوا الراح هل مسّت محياها»،
لكن أم كلثوم لم تغن هذه القصيدة في حياة شوقي، بل غنتها بعد وفاته.
أم كلثوم اختتمت أغنياتها من أشعار أحمد شوقي بأغنية «إلى عرفات الله»، التي يعتبر كثيرون أنها أجمل لوحة فنية تصور حالة الشوق لمن يتمنى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأداء فريضة الحج، بل إن كثيرين تذرف من أعينهم الدموع في مقطع: «وقدمت أعذاري وذلي وخشيتي»، والمثير أنها صورت على طريقة الفيديو كليب رغم أنه لم يكن موجودا آنذاك، ووضعت حجابا على رأسها، وصورت بالأبيض والأسود، وهناك نسخة على «اليوتيوب» لمن يريد سماعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق