يقف النحات المصري د. أسامة السروي في طليعة النحاتين المصريين من الجيل الجديد الذين يواصلون التقاليد التي ارساها رائد النحت في مصر الفنان المبدع محمود مختار. ولم يكن من قبيل الصدف ان اختار السروي ابداع مختار لدى كتابة رسالته لنيل الدكتوراه في اكاديمية الفنون في سانكت-بطرسبورغ.
ولد اسامة السروي في عام 1961 بمدينة الزقازيق وبعد انهاء تعليمه في المدرسة الثانوية التحق بمعهد الفنون في عام 1979 في القاهرة حيث درس تحت اشراف الاستاذ فاروق ابراهيم وتخرج منه في عام 1984 . وسنحت له الفرصة للمجئ الى روسيا في عام 1985 حيث واصل تعليمه الفني ثم واصل الدراسة العليا وناقش رسالة الدكتوراه بعنوان " محمود مختار والنحت المصري المعاصر" تحت اشراف النحات الروسي المعروف ميخائيل اونيكوشين. والاخير من النحاتين البارزين في روسيا حيث انجز العديد من النصب التي تزين الميادين في بطرسبورغ ومدن روسيا الاخرى ومنها نصب الشاعر الكبير الكسندر بوشكين عند مدخل متحف الفنون الروسي في سانكت-بطرسبورغ.
تمثال محمود مختار في طشقند
وبدأ السروي لدى عودته الى الوطن في عام 1993 وعمله في حلوان نشاطا لا يكل في صنع تماثيل اصبحت من المعالم الهامة في العاصمة المصرية منها تمثال الكاتب انطون تشيخوف في المركز الروسي للثقافة والعلوم وتمثال محمود البسيوني في كلية التربية الفنية بجامعة حلوان(احد مؤسسيسها) وتمثال محمد كريم أول مخرج سينمائي مصري عميد السينما المصرية ورئيس نقابة السينمائيين والذي اقيم في اكاديمية الفنون في القاهرة وتمثال الرئيس المصري الاسبق انور السادات في العريش بارتفاع 10 أمتار وتمثال العالم الروسي دميتري مندلييف في الجامعة المصرية – الروسية في القاهرة. كما اقيم تمثال للنحات محمود مختار الذي ابدعه ازميل السروي في وسط العاصمة الاوزبكية طشقند كهدية من العاصمة المصرية ردا على تقديم هدية من حكومة اوزبكستان الى القاهرة تمثل نصب المهندس الاوزبكي أحمد الفرغاني الذي عاش في مصر فترة طويلة وابتكر مقياس تحديد منسوب مياه نهر النيل . وانجز الفنان مؤخرا تمثال الموسيقار المصري الشهير سيد درويش الذي ستوضع نسخة منه في مكتبة الدولة الروسية بموسكو.
مع تمثال تشيخوف
ويواصل د.اسامة السروي نشاطه في مجال التأليف ايضا حيث صدر له كتاب " النحت الروسي في العصور الحديثة " في مجلدين واشار فيه الى " ان فن النحت الروسي والسوفيتي والذي يزهو بأسماء لامعة كبيرة وعملاقة من شوربين وجوردييف وكوزلوفسكي الثمرة الاولى لأكاديمية الفنون الروسية في سانكت- بطرسبورغ ومرورا بمارتوس وبيمينوف ثم اورلوفسكي ومالينوفسكي ومن عاصرهما وتلاهما من موخينا وجالوبكينا وكونينكوف الى تومسكي وكيربل وكوموف واونيكوشين.. أقول ان فنا كهذا يستحق بمزاياه وحدها اعترافا عالميا بدوره في تطور البشرية الفني والتأريخي ، ويعني الاعتراف بهذا الدور اعترافا بأن المنهج الابداعي الذي يستخدمه هذا الفن هو نهج مثمر". ومن اعماله الاخرى كتاب" المرأة المصرية والفنون الجميلة في القرن العشرين" الذي اورد فيه قول الشيخ محمد عبده حول المرأة " ان الفساد قد ضرب بينهن وبين ما يجب عليهن في دينهن ودنياهن بستار لا يدرى متى يرفع".
ويعكف السروي حاليا على تأليف كتاب حول تماثيل الميادين بموسكو. علما بأنه يتولى حاليا منصب المستشار الثقافي في السفارة المصرية بموسكو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق