أثار عرض الفيلم الوثائقي “عن يهود مصر” ضمن فعاليات مهرجان بانوراما الفيلم الأوروبي للمخرج المصري أمير رمسيس جدلاً واسعاً واتهاماً بالتطبيع.
التقت “العربية.نت” بالمخرج أمير رمسيس الذي أعرب عن استيائه بسبب اتهامه بالتطبيع وأنه كان في البداية متوقعاً توجيه كل هذه الاتهامات له من قبل وسائل الإعلام السطحية، مبيناً أن كل مَنْ شاهد الفيلم رأى أن العمل ضد إسرائيل وضد التطبيع وهذا ما بيّنه العمل.
وأوضح أن العمل يبيّن علاقة اليهود المصريين ومحاربتهم لإسرائيل من قبل ثورة يوليو، وأن بعض المؤسسات المضادة لإسرائيل في مصر كانت من خلال قيادات اليهود المصريين.
وأشار إلى أن فيلم “عن يهود مصر” يصحح سلبيات الجهل الإعلامي الذي لا يفرق بين كلمة يهودي وصهيوني وإسرائيلي؛ لأن كل المصريين عندما يسمعون كلمة يهودي يتم ترجمتها على الفور بأنه عدو، شارحاً أنه لا يرغب في تجميل صورتهم مثلما قيل لكنه ليس “ماكيير” بل مخرج يقوم بتصوير وجه نظره.
مطاردات أمن الدولة في عهد مبارك
وأوضح المخرج المصري أنه استعان من خلال الفيلم بشخصيات حقيقية من يهود مصر وبعض المقيمين في الدول الأوروبية مثل باريس، موضحاً أنهم كانوا متخوفين من هذا الأمر بسبب بعض المطاردات التي كانوا يتعرضون لها من قبل النظام السابق خاصة رجال أمن الدولة التي طالبت بعدم ظهورهم في أي من وسائل الإعلام، وكانوا متخوفين من الفيلم قبل تصويره.
وأعرب رمسيس عن سعادته بردود الأفعال بعد عرض الفيلم، وأنه لم يكن من المتوقع أن يستقبل الفيلم كل هذا الاهتمام من الجمهور العادي والإعلاميين أثناء عرضه منذ يومين في مهرجان بانوراما للفيلم الأوروبي.
يُذكر أن فيلم “عن يهود مصر” يرصد أجزاء من حياة الطائفة اليهودية التي عاشت بمصر خلال النصف الأول من القرن العشرين حتى خروجهم الكبير من البلاد بعد العدوان الثلاثي في 1956.
وبحسب صنّاعه فهو محاولة لإجابة أسئلة تتعلق بالتغيير في الهوية المصرية التي كانت يوماً ما نموذجاً للتسامح وقبول الآخر، وكيف تغيرت تدريجياً بالخلط بين السياسة والأديان إلى مجتمع يرفض الآخر ويلفظه.
ويوثق الفيلم للمرحلة خلال الأحداث د. محمد أبوالغار وكتابه “يهود مصر من الازدهار للشتات”، والراحل أحمد حمروش عضو جماعة الضباط الأحرار، وتبلغ مدة الفيلم 95 دقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق