الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

تابع نوادر جحا مع ايجيبت تايمزارت

 
 

يحكى أن رجلا فقيرا يدعى جحا كان يعيش في قرية صغيرة. وكان أهل الخير يعطونه بعض الطعام رأفة به، ومع ذلك فإن جحا يبقى في كثير من الأيام بدون عشاء.
فقال له جاره: يا جحا لماذا لا تدخر جزءاً من طعام الغداء لكي تأكله وقت العشاء، وفي اليوم التالي حصل جحا على بعض البلح من أحد الجيران فأكل.. وأكل.. ولم يبق لديه سوى بلحة واحدة فقال جحا:آه.. لقد نسيت العشاء ولم يبق إلا هذه البلحة.. لا يهم .. سوف أدخرها للعشاء.. ولكن أين أدخرها؟! إذا ادخرتها عندي فلن أصبر وسآكلها قبل العشاء.. فما العمل؟؟ فكر جحا.. وفكر..ثم قال سأضعها عند جاري الأول ولن أخذها منه إلا وقت العشاء.. وضع جحا البلحة عند جاره الأول، ولكن كان عند الجار ديكاً كبيراً انقض على البلحة.. حاول الجار أن ينقذ البلحة ولكن كان قد فات الأوان.. فقد التهم الديك البلحة بسرعة.. أتى جحا في المساء وطلب البلحة من جاره.. فاعتذر منه جاره قائلا: عذرا يا جحا لقد أكل الديك البلحة.. سأحضر لك بلحة أخرى غدا بإذن الله . لكن جحا أصر وأصر وألح عند باب جاره قائلاً: إما البلح لح لح لح، وإلا الديك دك دك دك..
واضطر جاره أن يعطيه الديك حتى يتخلص من إزعاجه، وفي اليوم التالي وضع جحا الديك عند جاره الثاني وطلب منه العناية به لأنه لا يملك قفصاً لهذا الديك. وكانت زوجة الجار مشغولة بخبز الخبز وكان التنور موقدا. قفز الديك داخل التنور .. علقت النيران بريشه.. حاولت الزوجة إنقاذه ولكنها لم تستطع.. ومات الديك. وعندما عاد جحا وعلم بموت الديك في التنور أخذ يطالب بالتنور عند باب جاره وقال: إما الديك دك دك وإلا التنور نور نور نور. تحت إزعاج جحا الذي لا يطاق دخل الرجل بيته وأعطى جحا التنور..
ذهب جحا لجاره الثالث فوضع عنده التنور وانصرف.. وكان عند هذا الجار بقرة فرفست التنور..تحطم التنور وتهشم. عندما سمع جحا بالخبر غضب غضبا شديداً.. وتأسف له جاره.. ولكن جحا لم يقبل الأسف.. بل رد قائلا: إما التنور نور نور نور، وإلا البقرة رة رة رة.. وتحت إلحاحه الشديد وإزعاجه سحب الجار البقرة وأعطاها جحا.. فلما أمسك جحا البقرة من حبلها سحبها بشدة فرفسته رفسة قوية وهربت منه.
وقع جحا على الأرض يتأوه .. كان الألم شديدا لايطاق.. وجلس في داره أياما حتى خف ألمه..ندم جحا على ما بدر منه من سوء خلق تجاه جيرانه.. ولذلك عندما استطاع الخروج من الدار مرة أخرى.. اخذ يبحث عن عمل حتى يعوض جيرانه ما أخذه منهم بالقوة والحيلة والإلحاح.. وقرر أن يعيش بقية عمره يأكل من عمل يده.. وأن يعيش عيشة السعداء الكرماء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق