الاثنين، 5 نوفمبر 2012

حوار مع الفنانه شمس الباردوى بعد غياب عن الاضواء لما يقرب من30عاماً



اعتزلت الفنانة السورية المصرية شمس البارودي الفن منذ ما يقرب من 30 عاماً، وإن كان قرار اعتزالها هو الأول على مستوى الفنانات مع خصوصية ترافق قرارها مع ارتدائها الحجاب، فإن شمس أيضاً أكثرهن تعرضاً
للإشاعات والمضايقات.

شمس البارودي وبعد أن هجرت حياة الفن لاحقها الكثير من الإشاعات والتصرفات الاستفزازية عن طريق محاصرتها بمشاهد من أفلامها.

ولعل ارتداءها للنقاب لنحو 20 عاماً ومن ثم خلعه والاكتفاء بالحجاب كان من أكثر الأمور التي غذت الشائعات حول عودتها للفن.

في حوار ها بعد غياب طويل عن الإعلام تحدثت شمس البارودي عن مشاعرها تجاه ما يحدث في سوريا، على اعتبار أن أقاربها هناك تبعاً لجذورها السورية، كما كشفت تفاصيل علاقتها بكل من الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ الشعراوي والشيخ أحمد ياسين، وأسباب خلعها النقاب.
قلبي يتمزق على سوريا

قالت البارودي في تعليقها على ما يحدث في سوريا: “أتمزق على ما يحدث في سوريا للأبرياء والأطفال والقرى والمدن الجميلة التي كنت أزورها وأعرف أهلها الطيبين، وأشعر بالقلق الدائم على أهلي هناك، حيث تحولت سوريا الجميلة إلى ساحة يتقاتل فيها المسلمون، وتنتشر فيها التفجيرات ويتكرر فيها ما يحدث في العراق، وأتمنى أن تزول عنها الغمة وأن يقينا الله شر الفتنة ومن يدعو لها”.
صعود التيارات الإسلامية صعّب الأمور

وحول صعود التيارات الإسلامية قالت شمس: “عندما كان هناك تضييق وكانت هناك حرب على الدعاة ومعاناة في سبيل الدعوة إلى الله، كانت الأمور أفضل لأن الدعوة كانت باللين والموعظة الحسنة وبترقيق المشاعر، وكان الدعاة يتمتعون بحالة من النقاء والرقي، وكان الناس يتعاطفون معهم، ولم تكن الدعوة بالغلظة والشدة والتشدد الذي يحدث الآن، فالدعوة إلى الله لا يستطيع غلاظ القلوب أن يمارسوها، حيث يقول الله تعالى: (فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم ولو كنتَ فظاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولك)، والإسلام لم ينتشر بين غير المسلمين بحد السيف أو العنف ولكن عن طريق التجارة والمعاملة والموعظة الحسنة، فما بالنا بنشر تعاليم الدين الصحيحة بين المسلمين، وقد كان الشيخ الشعراوي يقول: الدعاة يحملون إرث الأنبياء، ورقة القلب والمشاعر سمة في الوسط الفني والفنانين، لذلك حين تتاح لهم الفرصة ويجدون مَنْ يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة يكونون أكثر الناس تدينا وفهماً للدين”.

ولشمس البارودي رأي واضح فيما يحدث في مصر خلال الفترة الحالية وعبرت عنه بقولها: “أنا مخضوضة من اللي بيحصل، لأننا نمر بمرحلة فوضى وتناحر وكراهية وصراع، وبكيت حينما رأيت ما يحدث في التحرير في الجمعة التي حدثت فيها اشتباكات بين المصريين المختلفين في الرأي، فهذا ما يريده أعداؤنا أن تسيل دماؤنا بأيدينا وتتحول الثورة إلى فتنة وحرب أهلية بين المصريين”.

ورغم اتخاذها قرار الحجاب ومن ثم النقاب إلا أن شمس تحتفظ بمرونة تجاه عودة بعض الفنانات المعتزلات للفن مرة أخرى بعد اعتزالهن فتبرر لهن بأن “الظروف الاقتصادية قد تضطر بعضهن للعودة إلى التمثيل، وطالما أنها تلتزم بزيّها، وتقدم قدوة طيبة ففي رأيي لا شيء في ذلك، وكل إنسان يستطيع أن يميز الطيب من الخبيث، والحلال بيّن والحرام بين”.
لهذه الأسباب خلعتُ النقاب

القضية الأكثر إشكالية في حياة شمس البارودي إعلامياً هو موضوع خلعها للنقاب منذ حوالي سبع سنوات، ولكنها تشرح السبب ببساطة قائلة: “خلعتُ النقاب منذ ما يقرب من سبع سنوات، وبعد أن كبرت وكبر أبنائي وأصبحوا شباباً، حيث كنت قد قابلت الشيخ الشعراوي بعد التزامي بسنوات، وعرفتُ منه أن النقاب فضل، وأنه لا يُفرض ولا يُرفض، ورغم ذلك ظللت أرتديه حتى بعد أن عرفت أنه ليس فريضة، وقلت لنفسي مادام أنه فضل فلماذا لا أستزيد منه، لكن منذ سبع سنوات كنت سأسافر لابنتي في إنكلترا، وكان هناك تضييق على المسلمين وتخوّف من النقاب والمنتقبات، بسبب تفجيرات لندن، وسألت الشيخ يوسف القرضاوي عن النقاب، فقال لي إن الأصل في الإسلام هو كشف الوجه، وحينها أعدت التفكير في مسألة النقاب ووقر في قلبي أنه ليس فرضاً فقررت خلعه، واكتفيت بالحجاب الذي فرضه الله على المرأة المسلمة بملابسها الفضفاضة، والتزامها بعدم وضع المساحيق خاصة أنني رأيت الكثيرات من عالمات الدين اللاتي لا يرتدين النقاب، لكن لا أنكر أنني أحب ارتداء النقاب، حتى إنني عندما أسافر إلى السعودية أرتديه لأن ارتداءه هو السائد هناك، كما أنني أرتديه في المرات القليلة التي أخرج فيها دون رفقة زوجي لشراء بعض مستلزمات المنزل، ومعي السيدة التي تساعدني، حيث لا أخرج وحدي مطلقاً”.
اعتزلتُ الفن نهائياً

ظهور شمس البارودي بعد خلعها للنقاب مع زوجها حسن يوسف كان سبباً فيما أشاعه البعض عن اعتزامها العودة للتمثيل، ولكنها حسمت أمرها قائلة: “أنا اعتزلت الفن ولم أعتزل الحياة، ولم أحرّم ما أحل الله، ومنذ سنوات كان مهرجان دمشق السينمائي يكرم زوجي حسن عن مجمل أعماله، وسافرت معه لأن سوريا بلد والدي، ومازال أقاربي هناك، ورغم أنني لم أحضر حفل التكريم ورفضت الظهور في أي برنامج من البرامج التي سُجلت معه، إلا أنهم التقطوا بعض الصور لي وأنا بجواره في حفل العشاء الذي دعانا إليه وزير الثقافة السوري والسفير التركي، وكنت أرتدي ملابس سوداء فضفاضة وحجاباً كبيراً إلا أن الشائعات انطلقت لتشير إلى أن ظهوري لأول مرة بعد خلع النقاب يؤكد أنني في طريق العودة للفن مرة أخرى، وكأنه محرّم عليّ أن أظهر مع زوجي في أي مكان عام، وأن أي ظهور لي يعني أنني سأعود للفن”.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق