نجم ذو ثقل فني عاصر الفن الجميل واستمر ليثبت أن الموهبة تبقى ولا تفنى مادام يحرسها عقل واع ومعايير فنية جادة.
نور الشريف الذى أطل كعادته كل عام بعمل مميز استطاع خطف الأضواء -رغم وجود كثرة فى الأعمال- بمسلسل “عرفة البحر” الذى حاول من خلاله توصيل رسالة تتلخص فى البحث عن الذات الإنسانية.
الشريف أكد –فى حوار له .... احترامه لجميع الآراء التى تعارضه رغم حزنه من الهجوم على أهل الفن والإبداع موضحا أن الالتزام الخلقى انحدر كثيرا فى الفترة الأخيرة..
عن “عرفة البحر” وقضايا الفن والإبداع وحياته الشخصية خاصة علاقته مع طليقته الفنانة بوسي.. كان هذا الحوار مع الفنان نور الشريف.
بداية الحديث مع الفنان الكبير كانت من آخر محطاته الفنية ومسلسل “عرفة البحر” الذي قال عنه : “حاولت تقديم الجديد واكتشاف نفسي في نقطة كانت بعيدة عني ومن خلال العمل أوضحت رسالة مهمة وهي أن النفس البشرية متعلقة بالمواقف، وتخضع للظروف وهي وحدها من تستطيع الالتحاق بركب الخير أو بفريق الشر من أجل هذا خلق الله الجنة والنار”.
الفنان أضاف: “أردت التأكيد على أن الإنسان حر فى اختياراته وله كامل الإرادة لأن القضاء والقدر لم يلغى الإرادة بل كما قال الإمام محمد عبده هو “أسبقية العلم الإلهي” بما سيقع من أحداث، والحمد لله المسلسل حقق نجاحا لا بأس به رغم عرضه على قناة واحدة، كما أن المنافسة كانت شرسة بين أكثر من 60 مسلسل ما بين نجوم لهم ثقل وجمهور وشباب أصبح يستطيع اقتحام باب الدراما”.
نور الشريف يؤكد أن كثرة الأعمال الفنية التي قدمت في شهر رمضان الماضي كانت سببا في ظُلم أعمالا جيدة، لم تنل فرصة المشاهدة، وقال: “من المستحيل أن يتابع الجمهور كل هذه المسلسلات، لذلك فإن اسم النجم أو توقيتات العرض هي من كانت تحكم نسبة مشاهدة العمل وبالتالي نجاحه، ولا أنكر أن النجاح وعدمه فى هذا السباق الرمضانى دخل جزء منه تحت بند الحظ والتوفيق أكثر من الحرفية”.
تجربة البطولة الشبابية للمسلسلات واحدة من التجارب التي أبهرت الفنان نور الشريف بحسب تأكيده “لقد أبهرنى أصحاب “المواطن إكس” العام الماضي وزاد إعجابي بتلك المجموعة هذا العام عندما قدموا “طرف ثالث” كما تابعت أحمد السقا وكريم عبد العزيز والحقيقة إنني أتحمس لدفع الشباب الموهوب لضخ دماء جديدة في الدراما فقد قدمت العديد من المواهب الشابة كما أننى اعتدت على المغامرة والاستعانة بمخرجين شباب مثلما حدث في “عرفة البحر” عندما قدمت المخرج أحمد مدحت، كما أنني كثيرا ما اعتمدت على مؤلفين وكتّاب شباب، والخلاصة أن المياه الراكدة سوف تسبب العفن وكان لابد من تواجد مكثف للشباب هذا العام”.
ولكن هل اشتراك مي نور الشريف دليل على اقتناع الفنان بضرورة ضخ دماء جديدة للفن، أم أنه مجرد توريث فني؟.. يجيب نور الشريف عن هذا التساؤل بقوله: “لا أحد يستطيع أن ينكر أن الأب لابد أن يقف بجوار ابنه أو ابنته وخاصة فى بداية مشواره، ولكن ليس بالإجبار أو لأن والده نجم كبير ولكن الموهبة هي التي تفرض نفسها وتعطيه القدرة على استكمال مشواره الفني بعيدا عن والده النجم المشهور”.
الفنان أضاف: “وبخصوص ابنتى فإنها موهوبة منذ الصغر وشاركت معي وهي صغيرة، كما أنها شاركت فى عمل آخر فى الموسم الرمضاني أيضا وهو مسلسل “قضية معالي الوزيرة” وجاء ترشيحها من خلال إلهام شاهين وهذا أكبر دليل على أنني ليس لي دخل في مشاركتها في أي عمل”.
ولأن نور الشريف فنان مثقف فإن الحوار أخذنا إلى الحديث عن فن ما قبل الثورة وما بعدها، والتي يقارن بينهما الشريف بقوله: “لكل مرحلة فنية وضعها الخاص ففى الحكم الناصرى كانت الرقابة أشد ما تكون والحقيقة أن هناك أعمالا كثيرة خرجت لتجامل ثوار 52 على حساب الملك رغم أن الفساد كان موجود بالفعل، ولكن القبضة الناصرية الحديدية جعلت من تسلط الرقابة أمر واقع وهو ما كان في عصر السادات وكذلك المخلوع، أما بعد الثورة فلا أستطيع الحكم فتارة تجد الأعمال المسفة سينمائيا وأخرى تجد أعمالا ذات طبيعة سياسية ولكنها سطحية، ومثلما رأينا العام الماضى ندرة فى الإنتاج وجدنا هذا العام كثافة إنتاجية درامية بعدها ثم بدأت المخاوف من تعنت الرقابة بسبب تشدد الإسلاميين ومحاولات بعض أعضاء البرلمان المنحل للخوض فى تفاصيل الأعمال الفنية”.
إذا فإن نور الشريف مع إلغاء الرقابة؟.. يجيب نور الشريف: “لا.. لابد من وجود الرقابة حتى لا تصبح الأمور أكثر انفلاتا مما نعيشه ويكفى أننا أصبحنا فى مستوى منحدر من الأخلاق بعد أن رأينا السباب والشتائم فى برامج الهواء التى تزيد من إشعال الفتن، فلابد من وجود الرقابة بل والعودة لسابق قوتها مع وضع معايير لتقنينها”.
وبعيدا عن الرقابة الفنية، أكثر ما أشعر نور الشريف بالألم هي الهجمة الأخيرة على أهل الفن والإبداع، والتي قال عنها: “لقد طالنى هذا السباب وهذه الهجمة مثلما سبقت وطالت عادل امام، وانتهت بإلهام شاهين ولا أقول سوى حسبى الله ونعم الوكيل؛ لأننا لا نفعل شئ يؤذى أحدا، وأقول للشيخ الذى سبنى وسب إلهام هل الاتهامات والسباب من أخلاق الاسلام حتى ولو كان هذا السباب لليهود؟.. كما اتسائل لماذا تصرون على مشاهدة الفن هل للاستمتاع به ام للنقد الذى يصل للتجريح والشتائم؟”.
نور الشريف أضاف: “الحقيقة أن ما أسعدنى هو لقاء الرئيس مرسى بالمبدعين ولكن هل بعد هذا اللقاء سيكون هناك حماية للفن أم أن المتشددين سيواصلون تسليط كرابيجهم على ظهورنا؟.. الواضح أن الهجمة ستتواصل لأن الكثير من السلفيين انتقدوا مرسى نفسه لأنه تقابل معنا، ومعنى ذلك أن القادم أسوأ وربنا يستر”.
ومن الفن إلى الحياة الشخصية لنور الشريف، وبالأخص علاقته بطليقته الفنانة بوسي، حيث ترددت أقاويل حول عودتهما، وهو ما نفاه الفنان، وقال: “هذا الكلام غير صحيح كل ما فى الامر أنني عندما علمت بوفاة والدتها ذهبت إليها ووقفت بجانبها لأخذ العزاء لأن “الست دى أمى” ومن الواجب أن أتلقى عزائها بنفسى كما أن علاقتى ببوسى علاقة جيدة وصداقة لا تمحيها الخلافات كما أنها أم بناتى وحب عمرى الذى لم يتكرر مرة أخرى ويهمنى ان اعرف أخبارها واطمئن عليها وأقف بجوارها في أية ظروف تمر بها لان العشرة مش بتهون بالساهل”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق