الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

قصيده / في اول الليل... مصطفي عبده.

 
 
 

في موجه الحب يرمي قلبه. يجري يبحث عنه. كأنما رماه في فم الاسد
يسال الجيران في الشارع البعيد.
هل رأيتم ضالتي؟
يجلس




يعصر عينه. يصارع ضميره. يصنع من عبوسه ابتسامه. يخلق من خياله
جوادا..
اين هو؟
سؤال يلف عقله كالأفعي حول الشجره.
يخنق انفاسه .
يصدو في كل ارجاء كيانه.
جسده معبد. صرخته صلاه. روحه قبله. فكره طائر مهاجر.
يرسل اجنحته ما دون الغيب . و يعود في فمه غصن زيتون ذابل.
غصن علي غصن ، عش ضيق. بيضه. فرخ يعافر.
اين هو؟
يسال الخلق الحانقين في الشوارع. لا يجيبوه. يرموه بوابل.
ثم يسال:
" هل تحس اللحظه اني اموت الف مره؟
هل تحس الخطوه اني اقطع الف خطوه؟
هل يحس النفس اني جثه؟"
يطرق. يحفر في الارض. يرمي النهر بالحجره. يسد الشمس بكفه.
ينام في الظل!
عينه سؤال. حلمه اجابه. يقظته عذاب.
هذا انا..
و هذا الحب،
في مدينتي عندما تثور
نافذه مغلقه.
كأنما اشخاص المدينه اسياخ من حديد تسير علي الاسفلت البالي.
اسرارها مصمته. ضحكاتها مبهمه. احزانها اياما و ليالي،
كما هي ، و يسالون :
" هل يود اليوم ان يقذفنا الي هاويه تحت قدميه؟
هل يرانا الغد تفاهات زائده؟
لم يقف الماضي دائما امامنا؟"
كانت المدينه في اول الليل رساله. كانت جسرا بين المجهول و انا.
يجري فوقه الفكر. و رغبه عشق مقيده.
نسمه امل عاجزه،
تنشد قصيده فوق شجره المدرسه فذكرتني بصباحات خائفه.
اين هو؟
اسأل و يسألون.
قلوبنا مراكب. الوقت بحر. الوطن ريح. المجهول شراع.
و الثوره،
في كنفها يكون الحب،
قطعه ثلج...
تحت جسدها حلم يتألم. سؤال يتردد. انتظار يتمرد.
الفجر لم يظهر بعد.
مازلنا في اول الليل.
الحب دائما يهرب. الثوره دائما تتبدد. المدينه دائما تتشرد.
المجهول و الناس و انا ، نرجو الوفاق.
تري ما هي كلمه الليل؟
اسألوه،
لا تدعوه يهرب كالحب.
لا تبددوه كالثوره.
لا تشردوه كالمدينه.
و اسمعوا لأنشوده الامل فوق شجره المدرسه القديمه و تذكروا،
الصباح.
افتحوا النافذه.
فمازلنا في اول الليل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق