قصيده / موسم صيد الكناري ل / مصطفي عبده.
نثرتك ايتها الافكار علي ورقتي
و انتظرت،
متي /
ينسلخ من قدري جنين مرادي،
تموت تصدعات راسي،
و لا يقف المدي
تحت قدمي....
يا نرجسيه كنت جل شعري و وقتي
كنت وسادتي و خريطتي
و الان
ذبت
مثل شرود الشمس ساعه الغمام
و سقوط القمر في مقله الغاب الحجريه
يا نرجسيه
انقلب الحب في قلب الي وطن مهجور
سماؤه شحت من الطيور
كأنه في موسم صيد الكناري
في اواخر ديسمبر
يا نرجسيه
كم تبقي من الوقت لاشرح لك
و كم سيبقي
كي اعيد خلقك
فجذورك من راسي اقتلعت
ليزرع مكانها الصبر
و دموع الجوع تسيل علي شفتي
يا نرجسيه..
الشهوه تاكل جسدي كانها ذئبه غجريه
يا نرجسيه..
كل ليله تبدا
باغاني فيروز
و كوب الشاي
و الورق و القلم
و الطاوله
اري لي فيهم ملكا و ثوره
و اراني بينهم نسرا
فاكتب كما كتب بيكيت : انا لا اندم علي
اي شي ابدا ابدا،
يا نرجسيه..
نعم ، فهم يذكروني بالمي
و يدفعوني ان ابكي حلمي
و ارثو اطلال امسي
و اشرب خمر غدي،
و لكن ـــــ
ان اعبر علي جسر نسيانك اجد
الطريق مسدوده
يا نرجسيه..
فاقف و ارجع الي المدينه المحشوره بين تهتك
الذاكره و غثيان الغد
التي اعرفها و تعرفني
منذ ان كنا طفلين
كانت شارعا وحيدا يتموج بين السوق البعيده
و بيتي الصغير...
ترتجف في الشتاء كشجره الخريف،
و في الصيف تسبح كخماسين الربيع
في بحر الهيام / يا نرجسيه..
هل سقطت وجوه اناسها؟
هل دهنت جدران بيوتها بدهان النسيان؟
هل مات ترابها الميتم الذي اهديته اثري؟
اقف و ارجع يا نرجسيه ــــ الي صوره طفل،
كان يغني / في يد امي نعومه الليل.
في صدر ابي خصوبه الشمس.
لوجه اختي اطار كالقمر.
في بيتي جنه، و في مدرستي حوريه..
و عندما ينام يحلم برحله الي البحر ، و
ينسي وجه زميل اغمه.
يا نرجسيه!
لم لا ترجعين معي الي عالمي و نتوحد سويا،
فاكون انا جسدك ، و تكونين انت جسدي
و اكون انا روحك ، و تكونين انت روحي،
تموتين معي ، و اموت معك..
فلا يكون لدي من الذكري غير هباء ، ينثر
فوق وشاح كفني....
و لا يبقي لك من الكبرياء غير رماد
في قاع نار قبرك ،
يا نرجسيه...
لم تزل صخره الهرم الضخمه عليها اسمي و
اسمك،
و الكوخ تحت انف ابي الهول
يحفظ ليلتنا القمريه
يا نرجسيه..
و سئمت شعر النهايه ، و ضعت
في وصف البدايه
يا نرجسيه..
نثرتك ايتها الافكار علي ورقتي
و انتظرت
متي /
يتشقق جدار سجني ، يطول ذراع ظلي،
اثور علي ضعفي،
و يطرز قماش حلمي كوني الاخر....
و لكن ___
اسير علي خطي السابقين و في يدي مصباح منطفا.
و اضرب مواعيد مع الحب / فينساني
و ينسي نسبي و عنواني،
كاني انا الحب نفسه ، فينفر من ، هل تتواصل
الشقائق مع الشقائق؟
ايتخاطب الموت مع الموت؟
ايلامس الموج الموج؟
ايعانق البحر البحر؟
بوابه الكلام كلمه واحده / لا،
تغلق كل شئ في وجهي
فيسقط و لا يبقي غير جمجمتي،
اتكون الجمجمه مهجه الحياه؟
ما الفرق بين جسدي و رفاتي اذا؟
ايتها الافكار الافكار نثرتك علي ورقتي،
و انتظرت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق