يبدو أن حرص الفنانات المصريات على نقل مواقفهن تجاه الاستقطاب السياسي الذي تشهده الساحة المصرية، خصوصا منذ الإطاحة
بالرئيس محمد مرسي، إلى منصات المهرجانات الفنية بالمغرب لم ينته فصولا، فبعد المغنية شيرين، أثارت الفنانة آثار الحكيم الجدل بإعلان موقفها المؤيد للفريق أول عبد الفتاح السيسي.
وبدأ المسلسل مع المغنية شيرين عبد الوهاب على منصة الأداء في تطوان، حين أعربت عن تأييدها لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، فواجهت شعارات معارضة مؤيدة للإخوان المسلمين، وتواصل مع الممثلة المصرية آثار عبد الحكيم التي أثارت جدلا مماثلا خلال لحظة تكريمها بمهرجان سلا لسينما المرأة.
وحرصت آثار في حفل افتتاح المهرجان، الذي حضره عدد من أعضاء الحكومة المغربية، وجلهم من أعضاء حزب العدالة والتنمية (الإسلامي الذي عبّر قياديون فيه عن دعمهم للإخوان ضد ما اعتبروه انقلابا عسكريا) على الإشادة بدور السياسي في نقل مصر الى مرحلة جديدة بعد حكم الإخوان.
وبينما واجهت شيرين ردود فعل غاضبة من بعض الجماهير التي كانت تتابع حفلها في إطار مهرجان "أصوات نسائية" بتطوان، فإن الموقف اتخذ منحى آخرا مع آثار الحكيم التي يبدو أنها أثارت حفيظة وزيرة مغربية، تنتمي هي الأخرى الى حزب "العدالة والتنمية" الاسلامي، وكان عليها أن تسلمها درع التكريم.
وبدا تفاعل بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية، فاترا مع الممثلة المصرية، إذ اكتفت بتسليمها الدرع، دون حتى مصافحتها، الأمر الذي لم يغب عن فطنة ضيوف المهرجان السينمائي الذي يحتفي بالمرأة السينمائية.
بل بادرت الوزيرة المغربية، في كلمة لها بالمناسبة، الى إرسال إشارات بليغة تعقيبا على تصريح الحكيم، وهي تدعو الى الاقتداء بالنموذج المغربي في "التعايش بين الآراء وتفادي سياسة الإقصاء وتقبل الآخر،" في تلميح واضح إلى الأوضاع في مصر. ووجهت بسيمة حقاوي رسالتها التحذيرية "عندما نمكن للإقصاء؛ فإننا بذلك نمكن للفساد وزعزعة الأوطان".
وعلى صفحته بفيسبوك، انتقد رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما موقف الوزيرة المغربية والممثلة المصرية على السواء. فقد عاب خليل الدمون على آثار الحكيم الزج بمواضيع سياسية في ميدان بعيد عنها، كما انتقد تعاملا انفعاليا للوزيرة في مناسبة احتفالية.
وكتب الدمون "على المصريين الذين يحضرون مهرجاناتنا أن يفهموا أننا لسنا في حاجة إلى مثل هذه الخطب، وأن لكل مقام مقال ويفهموا أن القاعة تضم كلا الطرفين: مؤيدي السيسي ومؤيدي الإخوان . ثم هل من الضروري أن تأتي ممثلة كيفما كان نوعها من مصر إلى المغرب لتشكر عبد الفتاح السيسي؟". ثم تساءل قائلا " هل من الضروري أن تعاملها الوزيرة بمثل هذا الازدراء لأن الوزيرة آنذاك لا تمثل الذين يؤيدون الإخوان بقدر ما تمثل المغاربة جميعهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق