السبت، 15 ديسمبر 2012

الذكرى المئوية : صالح جودت أكسبته الأغنية ما لم تكسبه القصيدة



بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعر الراحل صالح جودت هذه الأيام يقيم بيت الشعرالعربي الاحد أمسية شعرية للاحتفال بالمناسبة يشارك فيها أحمد عبد المعطى حجازى ومحمد ابراهيم ابو سنهة ويديرها الشاعر السماح عبد الله .
جدير بالذكر ان صالح جودت أبرز الشعراء المجددين فى القصيدة بانتمائة لجماعة "أبوللو" غيرأن الأغنية العاطفية والوطنية والدينية أكسبته ما لم تكسبه القصيدة المجددة التى كان أحد رودها فى القرن الماضى فالأغنية اعطته شهرة واسعة عند عامة الناس بغناء فنانيين كبار كلماته, مثل أم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب ووردة وفريد الاطرش ومحمد فوزى وسعاد محمد ولشادية وآخرين .
ووصف الشاعر الكبير فاروق شوشة شعر صالح جودت بالرقة والأناقة الشعرية والخيال ولكن ابتعد عنه النقاد والدارسون ربما لمواقفه السياسية والحركة الشعرية الجديدة التى اعتبرت شططا وعنفا منه نحوهم ونحو السياسيين.
وقال شوشة إنه رغم وفرة الانتاج الادبى وتعدد جوانبه عند صالح جودت بين الشعروكتابة الاغانى والقصص والتراجم وأدب الرحلات والترجمة, إلا أن الوجة الشعرى يظل هو الاساس والاصيل.
وأشارشوشة إلى صدور كتابين عن صالح جودت من تأليف لوسى يعقوب ومحمد رضوان لايكفى نحو هذا الشاعر الاصيل.
ويذكر ان صالح جودت ولد في 12 ديسمبر عام 1912 بمدينة الزقازيق يعمل والده كمال الدين جودت مهندسا وتلقي دراسته الابتدائية في مدرسة مصر الجديدة ثم الثانوية في المنصورة
وبدأ يقرأ الشعروهو طالب بكلية التجارة واتجه في شعره نحو الرومانسية, وعقب تخرجه عمل مديرا للدعاية في بنك مصر ومراسلا صحفيا لمجلة الصباح ثم عمل في الإذاعة المصرية وكان رئيسا لتحرير مجلة الراديو وشارك في إنشاء إذاعة صوت العرب يوم 4 يوليو 1953 وفي الصحافة عمل في جريدة الأهرام ودار الهلال محررا ثم مديرا فرئيسا للتحرير ونائبا لمجلس الإدارة دار الهلال.
ولصالح جودت ستة دواوين, هي~:~ ديوان صالح جودت ~(1934), ليالي الهرم~ (1957),~
أغنيات علي النيل~(1962), حكاية قلب ~(1965), ألحان مصرية~(1968), والله والنيل والحب ~(1975), بالإضافة إلى ست دراسات أدبية وروايتين هما~:~ "الشباك" و "عودي إلي البيت"~,~ وعدد من المجموعات القصصية وكتب عن الرحلات أبرزها "مصر في القرن التاسع عشر", وكلها كتابات تنتسب إلي عالم الكتابة الصحفية أكثر من انتسابها إلى عالم الابداع القصصي والروائي~.~ كما ترجم عددا من الأعمال الأدبية العالمية ومن أهمها رواية "العجوز والبحر".
وقال الشاعر احمد عبد المعطى حجازى إن شعر صالح جودت يمتاز بالرومانسية والرقة الشديدة ,وأضاف أن هذا الشاعر كان مخلصا للتراث والتجديد فيه بقوانيه
أما الدكتور يحيى عبد العظيم استاذ الأدب فى إحدى جامعات السعودية فيقول إن هذ الشاعر الرائع القديروالجميل صاحب قصيدة "الثلاثية المقدسة" لم ينل حظه من الدراسة الادبية المستفيضة وهو أحد شعراء القرن الماضى الذى يستحق ذلك لسبب انصراف باحثين كثيرين إلى ابداعات آخر رغم شيوع أشعاره فى الاغانى وكتاباته عن الشعراء والادباء فى كثير من الكتب خاصة في السنوات الاخيرة.
وأضاف أنه من الواجب علينا نحن المتخصصون في مجال الدراسات الادبية والنقدية أن نعطي هذا الرجل حقه من الدرس والنقد.
واخيرا يعد صالح جودت أحد عمالقة الصحافة والأدب والشعر عرف بمجلة الهلال حيث ترأس تحريرها واصدر مجلة الزهور لاكتشاف المواهب الأدبية وترك تراثا شعريا راقيا جمع في مجلد طبعته ونشرته "دار العودة" ببيروت.
وكان جودت مخلصا للقصيدة العمودية المتجددة ويتمسك بالتراث وعرف ببغضه الشديد للشعر الحر, ورفضه الخروج عليه قيد أنملة, ورأى أن الشعر الحديث تعد على قدسية التراث واللغة والعروبة .
وبعد مرور 36 عاما على رحليه, نتساءل فى الذكرى المئوية لميلاده متى يولي النقاد اهتماما لتركته الإبداعية الثرية المتنوعة وعلى رأسها الشعر?.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق