الجمعة، 7 ديسمبر 2012

هل تعرف الكومبارس «بهيجة محمد علي»

 
 
 
 
إذا تابعت بحرارة فيلم «مطاردة غرامية» لمهندس الضحك فؤاد المهندس، وصديق كفاحه شارلي شابلن العرب عبدالمنعم مدبولي، خاصة المشهد الذي يقرر فيه الطبيب النفسي التجربة التي نصحه بها مريضه بمغازلة الجميلات اعتماداً على حذائهن، فإنك بالقطع ستتعرف على تلك «الجميلة» التي غازلها، ثم تغرق في ضحكاتك عندما يدور الحوار كالآتي: «مدام.. بوز جزمتك يدل على أنوثة طاغية….. لامؤاخذة ياخالتي.  – خالتك؟ أنا خالتك يامعدوم الضمير يا معدوم النساء؟ يا عسكريييييييي».
تلك «الجميلة» أو «خالته» كما ذكر، لم تكن إلا «بهيجة محمد علي»، من أشهر كومبارسات السينما الفضية، اشتهرت بأدوار كوميدية متواضعة بالعديد من الأفلام والمسرحيات، إلا أنها استطاعت طبع صورتها في مخيلة الجمهور، والانفعال مع ردود أفعالها الكوميدية إذا ما تم مغازلتها في أي من تلك الأعمال.
«ماري باي باي» هكذا اشتهرت بعد ذلك، عملت بالأصل بسجن النساء، وتزوجت من سجّان هناك ثم انفصلت عنه، وعملت راقصة في الأفراح، ولم يكن يخطر ببالها قط أن تعمل بالسينما، ولكن المصادفة البحتة دفعتها للظهور في السينما.
بداية باي باي، كانت مع عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، وأثناء تصويره لأحد مشاهد أفلامه، فطلبت منه أن تمثل في السينما، فأخذها في دور كومبارس في فيلمه «المهرج الكبير»، وبعد ذلك ضمها إلى فرقة رمسيس التي أسسها في سنة 1927م، وانطلق بعدها في عدد من الأفلام مثل: النمر، الآنسة ماما، جعلوني مجرماً، مطاردة غرامية، لسانك حصانك، نهارك سعيد وغيرهم، كما عملت أيضاً في المسرح مع ثلاثي أضواء المسرح.
ومن  المنطقي أن تمارس الكوميديا أثناء أشد أزماتها، حيث انضمت قبل 20 عاماً إلى إضراب الفنانين ضد أحد القوانين، وسط عدد كبير من المخرجين مثل: عاطف الطيب وحسام الدين مصطفى ومحمد فاضل ومجدي أحمد علي ويسري نصر الله وخيري بشارة وداود عبدالسيد، ومن بين كل هؤلاء وقع اختيارها على خيري بشارة ولم تكن تعرف اسمه ولكنها فقط تعرف أنه مخرج، فاتجهت إليه على الفور وقالت له: «أنا اسمي بهجة محمد، سايقة عليك النبي محمد أديني دور؟!».

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق