الخميس، 15 نوفمبر 2012

شاهد اللحظات الاخيره من حياه الكاتب المصرى طه حسين

 
 
 
كانت القاهرة في أواخر شهر أكتوبر 1973 مشغولة بأحداث اجتياز الجيش المصري لقناة السويس ورفع العلم في صحراء سيناء، وأنظار العالم العربي مصوبة إلى جبهات القتال، وقلوبهم تشغف بانتظار نتيجة الحرب ضد إسرائيل، وسط هذه الأحداث وتحديداً ظهر السبت 27 أكتوبر، أصيب عميد الأدب العربي طه حسين، بوعكة صحية في منزله.
وبعد أن جاء الطبيب لفحصه، زالت عنه النوبة، وعاد إلى حالته الطبيعية، وفي صبيحة اليوم التالي الأحد 28 أكتوبر، شرب الدكتور طه بصعوبة كبيرة، كمية صغيرة من الحليب ثم لفظ أنفاسه الأخيرة، ليضع نهاية لحياته أدبية مثمرة، والتي استمرت لعقود كبيرة من العطاء.
السيدة سوزان، زوجة عميد الأدب العربي، الفرنسية الجنسية، وصفت في كتابها «معك»، والذي يروي حياتها التي امتدت لستة عقود مع زوجها الحبيب، وصفت مشاعرها في تلك اللحظة قائلةً: «جلست قربه مرهقة متبلدة الذهن، وإن كنت هادئة هدوءً غريباً، بالرغم من أن تلك اللحظة المرعبة من أكثر ما تخيلت طوال حياتي، كنا معاً وحيدين، متقاربين بشكل يفوق الوصف، ولم أكن أبكي، فقد جاءت الدموع بعد ذلك، ولم يكن أحداً يعرف بالذي حدث، كان الواحد منا قبل الآخر مجهولاً ومتوحداً، كما كنا في بداية طريقنا».
سوزان تستكمل وصفها لتلك اللحظة: «بقيت مع جثمانه وحدي نصف ساعة كاملة، قلت لنفسي وأنا وحيدة معه، ابني لم يصل يعد، وابنتي مازالت في الطريق من أمريكا إلى القاهرة، وهمست ألم نبدأ الحياة وحيدين، وها نحن الآن ننهيها وحيدين».
وفي أول عيد زواج بعد رحيل طه في 9 يونيو 1974، كتبت سوزان عبارات طويلة، بدأتها بكلمة: «أنا وحيدة لأول مرة، بكيت كثيراً، وحمدت الله كثيراً، الذي قضت مشيئته هذا الزواج الذي كفل لي القوة والحنان والمحبة، وهي معان عشت في حماها ما يقرب من الستين عاماً».
هذا بعض ما صورته سوزان بكتابها «معك»، والذي قدمت فيه طه حسين الزوج والحبيب والسند، الذي استند إليها أيضاً منذ زواجهما في أغسطس 1917.
 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق